الأربعاء 23 أبريل 2025
spot_img

الدفاع الروسي يسقط مقاتلة أوكرانية و142 مسيّرة خلال يوم واحد

الجيش الروسي يعلن إسقاط مقاتلة ميغ-29 أوكرانية و142 طائرة مسيرة
أعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت 22 مارس 2025 إسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز ميغ-29 واعتراض 142 طائرة مسيرة، ضمن عمليات عسكرية موسّعة شملت ضربات جوية وبرية استهدفت منشآت عسكرية حيوية عبر 135 موقعًا أوكرانيًا. وجاءت هذه التصريحات في وقت تؤكد فيه موسكو تحقيق تقدم ميداني على عدة محاور، بينما لم تصدر كييف أي رد فعل رسمي حتى الآن.

استهداف الطائرات المقاتلة

أسفرت عمليات الدفاع الجوي الروسي -حسب البيان الرسمي- عن تدمير مقاتلة ميغ-29 سوفيتية الصنع، كانت تُستخدم ضمن أسطول القوات الجوية الأوكرانية المحدود. كما نجحت الأنظمة الروسية في اعتراض 5 قنابل موجهة أمريكية من نوع JDAM و5 صواريخ HIMARS عالية الدقة.

تشير الأرقام المعلنة إلى تصاعد حدة المواجهات الجوية، حيث تُعد الطائرات المسيرة (142 وحدة) عنصرًا محوريًا في استراتيجية كييف لتعويض تفوق الخصم الجوي. ومنذ بداية الصراع، اعتمدت أوكرانيا على مزيج من الطائرات الاستطلاعية والهجومية محلية الصنع والمستوردة.

ضربات على البنية التحتية

تضمنت الضربات الروسية -وفق البيان- استهداف مطارات عسكرية ومستودعات ذخيرة وتجمعات عسكرية، في محاولة لـ”تعطيل قدرات العدو اللوجستية” بحسب تصريح ناقل عن وكالة “تاس”. ولم تُكشف المواقع الدقيقة للعمليات بسبب الظروف الأمنية.

يأتي التركيز على المطارات في إطار استراتيجية روسية متكررة لإضعاف قدرة أوكرانيا على تشغيل طائراتها. وقد سبق أن تعرضت قواعد جوية مثل موروزوفسك وشايكوفكا لهجمات مماثلة خلال العام الماضي، وفق بيانات مشروع “أوريكس” الهولندي.

تقدم القوات البرية

أفاد البيان بتقدم مجموعات عسكرية روسية على محاور “الشرق” و”الغرب” و”الجنوب”، مع تحسين المواقع التكتيكية. ورغم عدم تحديد المناطق بدقة، تشير التصريحات إلى تركيز العمليات شرقًا في دونيتسك ولوهانسك المتنازع عليهما.

يعلق الخبير العسكري مايكل كوفمان من مؤسسة كارنيغي على هذه المزاعم: “إنها حرب استنزاف يومية تفرض ضغوطًا متزايدة على الموارد الأوكرانية”. وتشير تقارير أوكرانية إلى خسائر روسية فاقت 1200 عنصر خلال 24 ساعة.

خسائر الأسطول الجوي الأوكراني

تفاقم خسارة الميغ-29 من أزمة الأسطول الجوي الأوكراني الذي بدأ الحرب بـ40 طائرة من هذا الطراز عام 2022، وفق معهد الدراسات الاستراتيجية الدولي. وتشير بيانات “أوريكس” إلى تدمير 24 وحدة حتى مطلع 2025.

تعتمد أوكرانيا على تعديلات تتيح لهذه المقاتلات إطلاق صواريخ غربية مثل HARM، لكن نقص الإمدادات يعيق تعويض الخسائر. ويُعتقد أن الأسطول الحالي لا يتجاوز 15 طائرة قابلة للخدمة.

حرب الطائرات المسيرة

يشير إسقاط 142 طائرة مسيرة إلى تصاعد دور هذه التقنيات في الصراع. تعتمد كييف على نماذج محلية مثل PD-2 للاستطلاع وTB2 التركية للضربات، بينما تعزز موسكو دفاعاتها بأنظمة مثل “بانتسير-إس1″ و”إس-400”.

يعلق خبير الطائرات المسيرة صمويل بنديت: “الأرقام الروسية إن صحت تعكس تكيفًا مع الكم الهائل من العمليات الجوية الأوكرانية”. لكن الخبراء يشككون في دقة هذه البيانات أحيانًا، خاصة مع تناقضها مع تقارير كييف.

المواجهة مع الأسلحة الغربية

تمثل اعتراض صواريخ HIMARS وقنابل JDAM تحديًا للدعم الغربي لأوكرانيا. وقد زوّدت واشنطن كييف بأكثر من 2000 صاروخ HIMARS منذ 2022، وفق البنتاغون، بينما تُستخدم القنابل الموجهة لضرب الأهداف اللوجستية الروسية.

رغم ذلك، يشير مسؤول أمريكي لرويترز إلى تحسن القدرات الدفاعية الروسية ضد هذه الأسلحة، وإن لم تكن مطلقة. وتستمر موسكو في استهداف خطوط إمدادها، في محاولة لتقليل تأثيرها الميداني.

خلفية الصراع

اندلعت الحرب الشاملة بين روسيا وأوكرانيا في فبراير 2022، متحولة من صراع محدود في دونباس منذ 2014. شهدت الجبهات تقلبات كبيرة، مع استعادة كييف لأجزاء من خيرسون وخاركيف عام 2023، لكن المعارك تحولت لحرب استنزاف باهظة التكلفة.

أدت الحرب إلى نزوح ملايين المدنيين وأزمة إنسانية طالت إمدادات الطاقة والغذاء عالميًا. ورغم المحاولات الدبلوماسية المتكررة، لا يزال الوضع العسكري متأزمًا مع دخول الصراع عامه الرابع دون مؤشرات حاسمة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك