مع بدء العام الدراسي الجديد، تتجه أنظار طلاب الجامعات المصرية نحو “سناتر الدروس الخصوصية” بحثًا عن دعم إضافي، في مشهد يعكس استمرار هذه الظاهرة التعليمية التي طالما ارتبطت بطلاب المدارس.
الدروس الخصوصية الجامعية
تتزايد حاجة طلاب الجامعات إلى الدروس الخصوصية، تمامًا كما هو الحال في المدارس، ويعود ذلك إلى عدة أسباب، منها ارتفاع كثافة الطلاب في المحاضرات وصعوبة استيعاب المناهج الدراسية من الكتب الجامعية مباشرة.
ويرى الطلاب أن الدروس الخصوصية توفر لهم فرصة للتواصل المباشر مع المدرسين وفهم الأجزاء المهمة من المادة الدراسية.
تساؤلات برلمانية حول الظاهرة
في ظل انتشار هذه الظاهرة، تقدم عضو مجلس النواب المصري، حسن المير، بسؤال إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أيمن عاشور، للاستفسار عن انتشار الدروس الخصوصية بين طلاب الجامعات، سواء عبر مجموعات مغلقة أو مكاتب متخصصة، وحتى داخل قاعات خارج الحرم الجامعي.
تكلفة الدروس الجامعية
تتراوح تكلفة المحاضرة الواحدة في المراكز التعليمية المتخصصة بين 400 جنيه مصري للكليات النظرية، وقد ترتفع في كليات مثل الطب والهندسة.
وبحسب طلاب، فإن بعض أعضاء هيئة التدريس المساعدين قد أنشأوا منصات رقمية خاصة بهم لتقديم هذه الدروس.
إنفاق الأسر على الدروس الخصوصية
على الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة حول عدد الطلاب الذين يلجأون إلى الدروس الخصوصية في الجامعات، تشير آخر الإحصائيات الرسمية إلى أن الأسر المصرية تنفق حوالي 186 مليار جنيه سنويًا على الدروس الخصوصية في جميع مراحل التعليم.
صعوبة السيطرة على الظاهرة
يؤكد خبراء التعليم أن السيطرة على ظاهرة الدروس الخصوصية في الجامعات أمر صعب، خاصة وأنها غالبًا ما تعتمد على أشخاص ليس لهم علاقة بأعضاء هيئة التدريس.
وتستطيع هذه المراكز جذب الطلاب من خلال أساليب دعائية متنوعة وتوفير أماكن مجهزة بأعداد قليلة من المتعلمين.
الكليات النظرية والجامعات الحكومية
تنتشر الدروس الخصوصية بشكل خاص في الكليات النظرية، وكذلك في الجامعات الحكومية التي تستقبل أعدادًا كبيرة من الطلاب وتعاني من نقص في عدد أعضاء هيئة التدريس.
ويشير خبراء إلى أن التوسع في إنشاء الجامعات الأهلية والخاصة قد يساهم في تخفيف حدة هذه الظاهرة.
أدوار ومخالفات
يشير أستاذ علم النفس التربوي إلى أن طلابًا أو معيدين يلعبون دورًا في جذب الطلاب إلى “السناتر” أو بدائلها، وغالبًا ما يكون من يقوم بالتدريس خريجًا سابقًا لديه القدرة على التلخيص وجذب الطلاب.
ويذكر أن بعض أعضاء هيئة التدريس قد يتورطون في مخالفة قانون تنظيم الجامعات الذي يمنع إعطاء دروس خصوصية بمقابل أو بدون مقابل.
تحديات تواجه الطلاب
يواجه الطلاب تحديات في قراءة الكتب التعليمية الكبيرة، ويبحثون عن تلخيص المواد، كما أن الأعداد الكبيرة في الجامعات الحكومية تشجع على اللجوء إلى الدروس الخصوصية. وتزداد حدة التنافس على التقديرات المرتفعة بحثًا عن فرص عمل أفضل.