في خطوة منتظرة، أعلن الدالاي لاما، الزعيم الروحي للتيبت، عن اختيار خليفة له بعد وفاته، ما أثار ردود فعل فورية من الصين التي تشدد على ضرورة موافقتها على الاسم الجديد. هذا الإعلان يفتح الباب أمام فصل جديد من الصراع حول مستقبل التيبت وزعامتها الروحية.
مستقبل الدالاي لاما
أكد الدالاي لاما في رسالة تليت خلال خلوة دينية في ماكلاود غانج بشمال الهند، حيث يقيم في المنفى، على استمرار مؤسسة الدالاي لاما بعد رحيله. ويأتي هذا التأكيد وسط ترقب وقلق بشأن مستقبل القيادة الروحية للتيبت.
ردود فعل صينية
بكين، التي سيطرت على التيبت عام 1950، سارعت إلى التعليق على إعلان الدالاي لاما، مؤكدة على وجوب موافقة “الحكومة المركزية” على خليفته. المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، شددت على أن إعادة تجسد الدالاي لاما يجب أن يتم عبر سحب بالقرعة وبموافقة الحكومة المركزية.
آلية الاختيار
أوضح الدالاي لاما أن مسؤولية تحديد هوية الدالاي لاما الخامس عشر ستوكل حصراً إلى مكتب الدالاي لاما، المعروف باسم “صندوق غادن فودرانغ”، الذي سيتولى إجراءات البحث والتعرف على الخلف وفقاً للتقاليد المتبعة. وأكد أنه لا يحق لأي جهة أخرى التدخل في هذه المسألة الحساسة.
“العالم الحر”
الدالاي لاما الحالي، الذي تعتبره بكين انفصالياً خطراً، يصف نفسه بأنه “راهب بوذي بسيط”، وقد استبعد مراراً فكرة أن يعين الصينيون خلفه. وأكد أن الدالاي لاما الخامس عشر “سيكون مولوداً في العالم الحر”، في إشارة واضحة إلى رفض أي تدخل صيني في عملية الاختيار.
بانشن لاما
في عام 1995، خطفت الصين طفلاً في السادسة من عمره كان قد عينه الدالاي لاما للتو، ليكون بانشن لاما، وهو ثاني أهم شخصية دينية تيبتية. وعينت بكين لاحقاً شخصاً من اختيارها لشغل هذا المنصب، الأمر الذي رفضه التيبتيون معتبرين أنه “بانشن زائف”.
تحدي بكين
رحّب التيبتيون بتحدي الدالاي لاما للصين. جيغمي تايده، وهو تيبتي يقيم في المنفى، أكد رفضه المطلق لأي تدخل أو محاولة من الصين لاختيار دالاي لاما صوري.
“رسالة قوية”
شيمي لامو، وهي من أنصار حصول التيبت على حكم ذاتي، أكدت أن هذا القرار يمنح الأسرة الدولية فرصة تاريخية لتوجيه رسالة قوية لبكين وكل الأنظمة الاستبدادية. وأضافت أنها لا تشك في أن “نضالنا في سبيل الحقيقة والعدالة سينتصر”.
استمرار المؤسسة
أشار الدالاي لاما في رسالته إلى أنه تلقى مناشدات على مدى السنوات الـ 14 الماضية من تيبتيين في المنفى وبوذيين من أنحاء منطقة الهملايا ومنغوليا وأجزاء من روسيا والصين تطالب “بحماسة باستمرار مؤسسة الدالاي لاما”.
صحة الدالاي لاما
أكد سامدونغ رينبوش من مكتب الدالاي لاما أن أي تعليمات لم تصدر حتى الساعة حول إجراءات التعيين، موضحاً أن “قداسة الدالاي لاما لا يزال يتمتع بصحة ممتازة”. ويأتي هذا التأكيد لطمأنة الأتباع والمؤيدين بشأن استقرار القيادة الروحية في الوقت الحالي.
