في تطور لافت، تعهدت وزارة الداخلية السورية بملاحقة المسؤولين عن مقتل مدني أعزل داخل مستشفى السويداء الوطني، وذلك على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة في يوليو الماضي. يأتي هذا التعهد عقب انتشار مقطع فيديو يظهر مسلحين بزي عسكري يطلقون النار على الضحية داخل المستشفى.
تحقيق عاجل
أكدت وزارة الداخلية في بيان رسمي إدانتها واستنكارها الشديدين لهذا الفعل الشنيع، مؤكدة على محاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل، دون النظر إلى انتماءاتهم. وتأتي هذه الخطوة بعد نشر موقع “السويداء 24” الإخباري المحلي مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة داخل المستشفى.
تفاصيل الحادث
يظهر في الفيديو، الذي يعود تاريخه إلى 16 يوليو، مجموعة من الأشخاص يرتدون زي الطواقم الطبية وهم جالسون في أحد الممرات، بينما يقف أمامهم خمسة مسلحين بزي عسكري، بالإضافة إلى شخص سادس يرتدي سترة كتب عليها “قيادة الأمن العام”.
ملابسات مقتل مدني
يوثق الفيديو مشادة كلامية بين أحد المسلحين ورجل عرّفه موقع “السويداء 24” بأنه مهندس متطوع مع الكوادر الطبية في المستشفى. عقب ذلك، أطلق مسلحان النار على المهندس قبل سحب جثته من المكان.
لجنة تحقيق رفيعة
لضمان سير التحقيقات بشفافية وسرعة، كلفت وزارة الداخلية اللواء عبد القادر الطحان، المعاون للشؤون الأمنية، بالإشراف المباشر على مجريات التحقيق، بهدف الوصول إلى الجناة وتوقيفهم في أسرع وقت ممكن وتقديمهم للعدالة.
أحداث السويداء الدامية
تعود جذور هذه الأحداث إلى اشتباكات اندلعت الشهر الماضي بين مسلحين من الطائفة الدرزية ومقاتلين بدو، قبل أن تتطور إلى مواجهات دامية مع تدخل القوات الحكومية ومسلحين من العشائر. الاشتباكات خلفت أكثر من 1600 قتيل، بينهم مدنيون.
تداعيات وتحديات
على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 20 يوليو، لا يزال الوضع في السويداء متوتراً، مع صعوبة الوصول إلى المحافظة. ويتهم السكان الحكومة بفرض حصار على المنطقة، وهو ما تنفيه دمشق، مع دخول قوافل مساعدات إنسانية منذ ذلك الحين.
تحقيقات موسعة
في خطوة موازية، شكلت وزارة العدل لجنة تحقيق خاصة في أحداث السويداء، ومن المتوقع أن تنجز اللجنة تقريرها خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر. وتسعى الحكومة السورية من خلال هذه التحقيقات إلى كشف ملابسات الأحداث وضمان محاسبة المتورطين.