الأربعاء 10 سبتمبر 2025
spot_img

الخليل: الشاه تجاهل تسليح الشيعة والأسد رفض اتفاقاً ثلاثياً

spot_img

بيروت – كشفت مذكرات النائب والوزير اللبناني الراحل كاظم الخليل، والتي تنشر “الشرق الأوسط” مقتطفات منها، عن تفاصيل زيارته لشاه إيران رضا بهلوي عام 1976، وجهوده الدبلوماسية لرأب الصدع في لبنان خلال فترة الحرب الأهلية. المذكرات تتناول الفترة بين عامي 1976 و1990، وتسلط الضوء على أدوار الخليل في خضم الصراعات الإقليمية والدولية التي عصفت بلبنان.

رسالة فرنجية إلى الشاه

في طهران عام 1976، سعى الخليل إلى لقاء الشاه قبل وصول الرئيس السوري حافظ الأسد، لشرح حقيقة التدخل السوري في لبنان. نقل الخليل رسالة من الرئيس اللبناني سليمان فرنجية، مشدداً على أن الفتنة في لبنان ليست طائفية، بل مؤامرة لخراب البلاد.

أوضح الخليل للشاه أن السوريين يعملون على إذكاء الفتنة، بينما بإمكانهم إنهاءها في أيام معدودة، نظراً لتأثيرهم القوي على المقاومة الفلسطينية وجيش التحرير.

موقف الشاه من الأزمة

أبدى الشاه اهتماماً بما سمعه من الخليل، معتبراً أن المعلومات التي قدمها لم تصله من قبل. واستغرب الشاه كيف يقبل العالم الغربي بسيطرة الشيوعية على الدول العربية المصدرة للطاقة. كما أشار إلى تعديل أمريكا لسياستها تجاه العرب وإسرائيل بعد زيارة نيكسون لإيران.

الشيوعيون والزعامات الشيعية

خلال اللقاء، تطرق الخليل إلى محاولات الشيوعيين للقضاء على الزعامات الشيعية والسيطرة على مناطقهم، كما فعلوا في المناطق السنية. وأكد أن الزعامات الشيعية غير قادرة على مواجهة الشيوعيين دون مساعدة، وأن دعمهم يمكن أن يغير مجرى الأحداث في لبنان.

وعود ومتابعات

أبدى الشاه استعداده لبحث الأمر مع الرئيس الأسد ودراسة تقديم المساعدات للمناطق الشيعية. وكلف نجله بالتحضير للسفر إلى لبنان لتحقيق ما سيتم الاتفاق عليه، لكن الأيام والأسابيع مرت دون جدوى.

لقاء مع الملك حسين

بعد فترة من الانتظار في إيران، قرر الخليل العودة إلى لبنان عبر عمان، حيث التقى بالعاهل الأردني الراحل الملك حسين. قص عليه تفاصيل الأوضاع في لبنان ورحلته إلى إيران، وأشار الملك حسين إلى أنه زار دمشق والقاهرة لبحث الأزمة اللبنانية مع الرئيسين الأسد والسادات.

مخاوف إقليمية

أخبر الملك حسين الخليل أن بعض الدول العربية كانت عازمة على إرسال قوات مسلحة إلى لبنان لمساندة الفلسطينيين، لكن الرئيس الأسد حال دون ذلك. وأكد أن تفاقم الأحداث في لبنان يشكل خطراً على أمن المنطقة بأسرها.

أوضاع الجنوب اللبناني

خلال اللقاء، تطرق الخليل إلى الأوضاع المأساوية في جنوب لبنان، الذي يعاني من الاعتداءات الإسرائيلية وتخريب المقاومة الفلسطينية. وطلب من الملك حسين التدخل لدى الرئيس الأسد لوقف الاعتداءات الفلسطينية على أبناء الجنوب، أو تسليحهم للدفاع عن أنفسهم.

مقترح اتفاق ثلاثي

ذكر الملك حسين أن الشاه أخبره ببحث موضوع لبنان معه وإظهار اهتمام بالغ بالجنوب. وأشار إلى أن الخليل عرض على السوريين إقامة اتفاق ثلاثي بين سوريا والأردن ولبنان، لكن وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام رفض إشراك الأردن.

تحركات أردنية

بعد اللقاء، اتصل الملك حسين بالرئيس الأسد لبحث موضوع الجنوب، وكلف رئيس وزرائه زيد الرفاعي بالاجتماع بالخليل لبحث إمكانية إشراك الأردن في القضية اللبنانية. وأبدى الأردنيون رغبتهم في أن يكون لهم وجود سياسي واجتماعي في لبنان ورأي مسموع في أوساطه.

اقرأ أيضا

اخترنا لك