السبت 8 نوفمبر 2025
spot_img

الخارجية السودانية: الحكومة منفتحة على الهدنة مع مخاوف

spot_img

في خضم الأزمة السودانية المستمرة، أعلنت الحكومة السودانية عن انفتاحها على الهدنة الإنسانية التي طرحتها مجموعة الرباعية الدولية، مع التأكيد على مراعاة السيادة الوطنية والقوانين الدولية لحقوق الإنسان. يأتي هذا الموقف وسط تحفظات بشأن إمكانية استغلال “قوات الدعم السريع” للهدنة لتعزيز مواقعها العسكرية والسياسية.

تحفظات سودانية على الهدنة

أوضح المستشار الإعلامي بوزارة الخارجية السودانية، عمار العركي، أن الحكومة السودانية تنظر بعين الريبة إلى موافقة “الدعم السريع” على الهدنة، خاصة بعد رفضها السابق لجميع النداءات والمبادرات، وقبولها الآن بعد سيطرتها على دارفور وارتكابها جرائم أدانها المجتمع الدولي.

وأضاف العركي أن القيادة السودانية عازمة على المضي قدماً في مسارات قانونية للاقتصاص لضحايا الانتهاكات، مؤكداً على وجود بعد دولي للحرب وتدخل أطراف متعددة فيها.

دعم إقليمي للأزمة

أشار العركي إلى أن موقف الاتحاد الأفريقي وبعض الأطراف العربية إيجابي تجاه الأزمة السودانية، مشيداً بموقف مصر في الآلية الرباعية الذي يدعو إلى عدم التفريط في مؤسسات وسيادة السودان واحترام مؤسسات الدولة، بما فيها القوات المسلحة.

وثمن العركي الرعاية السعودية لمنبر جدة، ودعوة المملكة المستمرة للعودة إليه كحل نموذجي كان قد حاول معالجة المشكلة قبل تفاقمها إلى إقليم دارفور.

مبادرة الرباعية للحل

وافقت “قوات الدعم السريع” على مبادرة الهدنة الإنسانية التي طرحتها مجموعة دول الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، والتي تنص على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر وبدء حوار سوداني – سوداني يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة خلال تسعة أشهر.

في المقابل، أكد مسؤول عسكري سوداني أن الجيش يرحب بالمقترح، لكنه لن يوافق على هدنة إلا بعد انسحاب “قوات الدعم السريع” بالكامل من المناطق المدنية وتسليم الأسلحة.

الأمم المتحدة والسلام

من جهته، أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان، رمطان لعمامرة، أن الهدنة الإنسانية تمثل فرصة نادرة لوقف القتال وحماية المدنيين وتخفيف معاناة الشعب السوداني.

وأضاف لعمامرة أن الأمم المتحدة على استعداد للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحويل هذه الهدنة إلى جسر حقيقي نحو السلام، وحض الأطراف المتحاربة على اغتنام هذه الفرصة.

شروط لتحقيق الهدنة

اشترط حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، انسحاب “قوات الدعم السريع” من المدن والمناطق السكنية والمستشفيات والإفراج عن “المختطفين” وتأمين عودة النازحين، لتحقيق الهدنة، محذراً من أن أي هدنة دون تنفيذ تلك الشروط تعني تقسيم السودان.

وجدد سفير السودان في واشنطن، محمد عبد الله إدريس، التزام الحكومة السودانية بتنفيذ خريطة الطريق التي أودعتها لدى الأمم المتحدة، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم جهود الحكومة المدنية.

تحشيد عسكري مستمر

في سياق متصل، تشهد مدينة الأُبيّض في إقليم كردفان تحشيداً عسكرياً مستمراً من قبل الجيش و”قوات الدعم السريع”، وسط قلق دولي ومحلي من معارك كبيرة متوقعة في الإقليم.

وأسقط الجيش السوداني مسيرة كانت تحلق فوق المدينة، بعد يوم من تصديه لطائرات مسيرة أخرى استهدفت مدينة أم درمان وعطبرة.

هجمات متبادلة بالطائرات

تكثف “قوات الدعم السريع” هجماتها باستخدام الطائرات المسيرة ضد أهداف عسكرية ومدنية في الولايات التي يسيطر عليها الجيش، في حين شن سلاح الجو التابع للجيش غارات على أهداف لـ”الدعم السريع” في دارفور.

وتحشد “قوات الدعم السريع” قوات كبيرة لمهاجمة الفرقة “22 مشاة” التابعة للجيش في مدينة بابنوسة، بينما تتحرك مجموعات أخرى حول البلدات المحيطة بمدينة الأُبيّض.

اقرأ أيضا

اخترنا لك