الخميس 16 أكتوبر 2025
spot_img

الحوثيون يعترفون بمقتل الغماري وتعيين المداني خلفاً له

spot_img

صنعاء: بعد صمت دام أشهراً، أقرت جماعة الحوثي بمقتل رئيس أركانها محمد عبد الكريم الغماري، معلنةً تعيين يوسف المداني خلفاً له في المنصب. يأتي هذا الإعلان بعد نحو أربعة أشهر من غارة جوية استهدفت مبنى في الحي الدبلوماسي بصنعاء في 14 يونيو الماضي، يرجح أنها كانت تستهدف الغماري.

تعيين المداني

يُعد يوسف المداني من أبرز القيادات العسكرية في صفوف الحوثيين، ويرتبط بصلة قرابة مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. شغل المداني منصب قائد المنطقة العسكرية الخامسة، التي تشمل محافظات الحديدة وحجة والمحويت وريمة، بالإضافة إلى سواحل البحر الأحمر الخاضعة لسيطرة الجماعة.

أكدت جماعة الحوثي في بيان رسمي مقتل الغماري وعدد من مرافقيه، بالإضافة إلى نجله البالغ من العمر 13 عاماً، واصفةً الحادث بأنه “عدوان أميركي–إسرائيلي”. وأشار البيان إلى أن الغماري “استشهد أثناء أداء واجبه الجهادي”.

تفاصيل الضربة

جاء الاعتراف بمقتل الغماري بعد فترة طويلة من التكتم، منذ وقوع الغارة التي هزت سماء صنعاء في منتصف يونيو. تسبب الانفجار الضخم في حالة من الذعر بين السكان، خاصةً في الحي الذي يضم بعثات دبلوماسية ومقرات لمنظمات دولية.

أفادت مصادر محلية بأن الغارة استهدفت مبنى يُعتقد أنه كان مركز عمليات سري للحوثيين، وكان يحتضن اجتماعاً لقيادات عسكرية بارزة، من بينهم الغماري. وأشارت المصادر إلى أن الغماري بقي في الموقع بعد مغادرة بقية القادة بدقائق.

إجراءات أمنية مشددة

شوهدت سيارات إسعاف تنقل مصابين وجثثاً من موقع الانفجار وسط انتشار أمني مكثف، حيث فرض الحوثيون طوقاً أمنياً حول الحي، ومنعوا الاقتراب من المنطقة.

ذكر سكان في حي حدة المجاور للمجمع الرئاسي أنهم عاشوا “ليلة مرعبة” جراء الانفجار الهائل الذي ألحق أضراراً بالمنازل المجاورة. في المقابل، التزمت الجماعة الصمت حيال الغارة وضحاياها.

خسائر متزايدة

على الرغم من أن البيان الحوثي لم يحدد مكان أو زمان مقتل الغماري، إلا أنه أقر بمقتل العديد من القادة العسكريين خلال العامين الماضيين، منذ انخراط الجماعة في الصراع الإقليمي تحت شعار “نصرة غزة”.

أشار البيان إلى أن قوات الجماعة نفذت خلال تلك الفترة “758 عملية ضد إسرائيل”، تضمنت إطلاق 1835 صاروخاً وطائرة مسيرة، واستهداف أكثر من 228 سفينة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والمحيط الهندي.

تداعيات مقتل الغماري

يُعد الغماري من أبرز القادة العسكريين في الجماعة الحوثية. جاء الإعلان عن مقتله بعد أسبوع من خطاب لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، حذر فيه من أن “العدو الإسرائيلي” يعد لجولات جديدة بعد اتفاق غزة، متهماً أطرافاً إقليمية بـ”الركون إلى الهدوء المؤقت”.

أكد الحوثي أن جماعته “لن تتوقف عن المواجهة، لأن المعركة مستمرة حتى زوال الكيان الصهيوني”، ما يعكس تصعيداً في اللهجة وتأكيداً على استمرار العمليات العسكرية.

تقليص المبررات

يرى مراقبون أن خطاب الحوثي يعكس تخوف الجماعة من أن يؤدي أي استقرار في غزة إلى تقليص مبررات الهجمات في البحر الأحمر، وهو ما قد يفتح الباب أمام إسرائيل للتفرغ للرد على خطر الجماعة المتصاعد.

منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة في 7 أكتوبر 2023، تحولت جماعة الحوثي إلى أحد أطراف المواجهة الإقليمية، بعدما أعلنت “الانخراط العسكري نصرة للفلسطينيين”.

تصعيد العمليات

مع مرور الوقت، اتخذت العمليات الحوثية طابعاً تصعيدياً واسعاً، شمل هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل، بالإضافة إلى هجمات بحرية ضد السفن التجارية بدعوى ارتباطها بتل أبيب.

على الرغم من محدودية الأثر العسكري للهجمات المباشرة نحو إسرائيل، إلا أنها مثلت ضغطاً مستمراً على دفاعات تل أبيب التي ردت بـ 18 موجة من الغارات الجوية منذ يوليو 2024 حتى سبتمبر 2025، مستهدفة موانئ الحديدة، ومطار صنعاء، ومنشآت طاقة، ومقرات أمنية تابعة للجماعة. وكانت أبرز تلك الضربات في 28 أغسطس الماضي، حين قُتل رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي وتسعة من وزرائه.

اقرأ أيضا

اخترنا لك