السبت 22 نوفمبر 2025
spot_img

الحوثيون يصعدون داخليًا باستعراضات مسلحة رغم الهدنة

spot_img

تصعيد حوثي داخلي يثير المخاوف من انهيار الهدنة في اليمن، بينما تتهم الحكومة الجماعة بالارتباك ومحاولة تعويض تراجع شعبيتها باستعراضات شكلية، وتؤكد أن القبائل اليمنية لن تكون جزءاً من المشروع الإيراني.

تحركات حوثية داخلية

على الرغم من الهدوء النسبي على الجبهات الخارجية، كثّفت جماعة الحوثي من تحركاتها الداخلية، حيث تنظم يومياً عشرات الاستعراضات المسلحة في المناطق الخاضعة لسيطرتها تحت غطاء “الجاهزية والاستعداد” لمواجهة إسرائيل.

تأتي هذه التعبئة المكثفة مصحوبة برسائل ميدانية وإعلامية، مما أثار مخاوف يمنية ودولية من احتمال لجوء الجماعة المدعومة من إيران إلى تقويض التهدئة القائمة مع الحكومة اليمنية منذ إبريل 2022.

استعراضات القوة الحوثية

في الوقت الذي تحاول فيه الجماعة تسويق هذه الأنشطة كدليل على استعدادها القتالي و”دعمها لفلسطين”، ترى الحكومة اليمنية أن هذه التحركات تعكس “ارتباكاً وضعفاً داخلياً” أكثر من كونها تعبيراً عن قوة حقيقية.

هذا يأتي خصوصاً بعد توقف الهجمات الخارجية وفشل الجماعة في استغلال الورقة الإقليمية لتحقيق أهدافها المحلية.

أضعف مراحل الحوثيين

يرى وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن جماعة الحوثي “تمر بواحدة من أضعف مراحلها منذ انقلابها على الدولة”، مشيراً إلى أن الضربات العسكرية التي تلقتها خلال العامين الماضيين، والخسائر البشرية الكبيرة، أثرت سلباً على بنيتها التنظيمية وقدرتها على الحشد.

تجفيف منابع التمويل

أكد الإرياني أن الجهود الحكومية والدولية المتواصلة في “تجفيف منابع تمويل وتسليح المليشيا” أثرت بشكل مباشر على منظومتها العسكرية والاقتصادية، وهو ما دفعها إلى البحث عن “استعراضات شكلية” لتعويض تراجع شعبيتها.

“ما تسميه الميليشيا وقفات قبلية في عدد من المديريات الخاضعة لها، ليس سوى محاولة يائسة لصناعة مظاهر قوة بعد أن انفض المجتمع عنها، وانهارت الشعارات التي استخدمتها طوال سنوات الحرب”، يضيف الوزير الإرياني.

ارتباك تنظيمي حوثي

وأشار الإرياني إلى أن المشاهد المصورة لهذه الوقفات تعكس حالة “ارتباك تنظيمي” ومحاولة لتضليل عناصر الجماعة وإيهامهم بأنها ما تزال ممسكة بزمام المبادرة.

وشدد الإرياني على أن القبيلة اليمنية، بتاريخها ودورها الوطني، “لن تكون في صف الإماميين الجدد، ولن تكون جزءاً من المشروع الإيراني الهادف لابتلاع اليمن وتحويله إلى منصة تهدد الأمن القومي العربي”.

صدام تاريخي مع القبائل

أوضح وزير الإعلام اليمني أن الجماعة الحوثية خاضت، منذ نشأتها، “حرباً مفتوحة” على القبيلة اليمنية، بدأت من صعدة ثم عمران وصنعاء، وامتدت إلى المحافظات التي سيطرت عليها بالقوة.

وأشار إلى أن القبيلة كانت على الدوام “الخطر الأكبر على المشروع السلالي للجماعة”، وهو ما دفعها إلى اعتقال رموز قبلية بارزة، واقتحام مناطقهم، ومصادرة ممتلكاتهم، وتفجير منازل العديد منهم.

انتهاكات بحق القبائل

قال الإرياني إن ما شهدته مديريات طوق صنعاء ومحافظات عمران وذمار والبيضاء وحجة والمحويت من انتهاكات “يُعد دليلاً دامغاً على السياسة الانتقامية التي انتهجتها الميليشيا بحق القبائل”.

ولفت إلى أن الحوثيين حاولوا فرض مشرفين موالين لهم بديلاً عن القيادات التقليدية للقبائل، ومارسوا “الجبايات غير القانونية والتجنيد القسري”، وتعاملوا مع أبناء القبائل كـ”وقود لحروبها العبثية”.

محاولة تصالح زائفة

يرى الإرياني أن محاولة الجماعة اليوم الظهور بمظهر المتصالح مع القبيلة “لا تعكس قوة كما تدّعي، بل تُجسد حالة الانهيار التي تعيشها”.

وأشار إلى أن “الاستعراضات القبلية المفتعلة” التي تنظمها الجماعة تهدف إلى إقناع مقاتليها وقواعدها بأن المليشيا لا تزال قادرة على الحشد، “بينما الحقيقة أنها أكثر هشاشة من أي وقت مضى”.

دور القبيلة المستقبلي

ويؤكد الوزير اليمني أن القبيلة اليمنية ستظل “الرقم الصعب” في مستقبل اليمن، وأنها “ستقول كلمتها في الوقت المناسب”.

مشدداً على أنها ستقف – كما وقفت دائماً – إلى جانب الدولة والجمهورية في مواجهة “المشروع التخريبي الإيراني وأدواته”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك