في تصعيد جديد، وسّعت جماعة الحوثي من انتهاكاتها الممنهجة ضد الجامعات اليمنية، مستهدفةً الكوادر الأكاديمية والإدارية في الجامعات الحكومية والخاصة على حد سواء، في محاولة جديدة للسيطرة على قطاع التعليم العالي.
استهداف ممنهج للجامعات
تركزت الاعتداءات الأخيرة على جامعة إب الحكومية وجامعة العلوم والتكنولوجيا، وشملت اختطافات، ونهب المستحقات، وقرارات تعسفية، وإجبار الموظفين على تلقي دورات فكرية وعسكرية.
وتشير مصادر أكاديمية إلى أن هذه الانتهاكات تأتي في سياق تدمير ممنهج لقطاع التعليم العالي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
جامعة إب تحت الضغط
اشتكى أكاديميون وعاملون في جامعة إب من ممارسات تعسفية يرتكبها القيادي الحوثي نصر الحجيلي، الذي نصب نفسه رئيساً للجامعة، حيث قام بمصادرة مستحقاتهم المالية لرفضهم المشاركة في الدورات التعبوية.
كما قام الحجيلي بزيارات مفاجئة للأقسام والكليات، وتهجم على العاملين والأكاديميين، موجهاً لهم اتهامات بالتخوين لرفضهم الانخراط في برامج الحوثيين.
تضييق الخناق على الموظفين
اتهم العاملون في جامعة إب، الحجيلي بتوظيف مخبرين لرصد تحركات الموظفين والطلبة، بهدف قمع المعارضين، ومحاولة إجبارهم على حضور الدورات ذات المنحى الطائفي.
ورغم التهديدات بالفصل والاعتقال، أكد العديد من العاملين استمرار رفضهم المشاركة القسرية في هذه البرامج، مطالبين بوقف الانتهاكات الحوثية اليومية وإطلاق مستحقاتهم المالية.
قرارات تعسفية في صنعاء
في جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، أصدرت قيادات حوثية قراراً بخصم 15% من رواتب الموظفين وتخفيض ساعات العمل، ما أثار استياءً واسعاً في أوساط الكادر الأكاديمي والإداري.
وأكدت مصادر أكاديمية أن هذا القرار، الذي جاء دون مبررات مالية أو تنظيمية، فاقم من معاناة العاملين الذين يعانون أصلاً من تدني الأوضاع المعيشية منذ استيلاء الحوثيين على الجامعة في مطلع عام 2020.
إحكام السيطرة على الجامعات
يتهم العاملون في الجامعة، القيادي الحوثي القاسم محمد عباس شرف الدين، المعين رئيساً للجامعة، بمحاولة تضييق الخناق عليهم في ظل معاناتهم المتزايدة.
ويفرض الحوثيون سيطرتهم الكاملة على الجامعة، ويستمرون في سلسلة من الإجراءات التعسفية، تشمل فصل الموظفين واستبدالهم بموالين لهم، وتضييق الخناق على حرية العمل الأكاديمي ومصادرة حقوق الموظفين.
ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تهدف إلى إحكام القبضة على مؤسسات التعليم العالي الأهلية وتحويلها إلى مصادر تمويل لأنشطة الجماعة.


