الأحد 21 سبتمبر 2025
spot_img

الحوثيون يشنون حملة اعتقالات واسعة في تعز

spot_img

توسّع جماعة الحوثي نطاق حملات الاعتقال التعسفية في مناطق سيطرتها، حيث طالت هذه المرة شخصيات سياسية واجتماعية وتربوية في محافظتي تعز وإب، جنوب غربي اليمن. وتأتي هذه الاعتقالات قبل ذكرى “الثورة اليمنية”.

حملة اعتقالات واسعة

منذ ثلاثة أسابيع، كثفت جماعة الحوثي من اعتقال العشرات في مديرية خدير بتعز، بتهم التخابر مع الحكومة الشرعية أو القيام بأنشطة سياسية “محظورة”. وتستهدف هذه الحملة المعلمين بتهمة مخالفة المناهج الدراسية التي فرضتها الجماعة.

وفي مديرية ماوية، جرى اعتقال أكثر من عشر شخصيات اجتماعية وتربوية واحتجازهم في مدينة الصالح السكنية، التي حولتها الجماعة إلى معتقل.

أسباب الاعتقالات

أكدت مصادر محلية بتعز أن حملات الاعتقال مستمرة منذ أسابيع، وتستهدف العمال المتنقلين بين مناطق سيطرة الحوثيين والحكومة الشرعية، بمن فيهم العمال والباعة وسائقو سيارات الأجرة.

تتضمن هذه الحملات أيضًا شخصيات اجتماعية وسياسية وتربوية بارزة.

تعهدات وإفصاحات

ذكرت المصادر أن المعتقلين من العمال والباعة وسائقي السيارات يُجبرون على كتابة تعهدات بعدم مغادرة مناطق سيطرة الجماعة إلا بمسوغات، مع الإفصاح عن أنشطتهم في مناطق الحكومة الشرعية، والإبلاغ عن أي تحركات للجيش والأمن.

تفرض الجماعة الحوثية على عائلات المعتقلين التزام الصمت وعدم النشر في وسائل التواصل أو إبلاغ الإعلام، مقابل تسهيل الإفراج عنهم، مهددة بعدم إطلاق سراح أي معتقل يتم النشر عن قضيته.

إرهاق مالي

تسببت الاعتقالات في إرهاق مالي لعائلات المعتقلين، حيث لا يسمح بزيارتهم أو إدخال مواد غذائية أو أدوية وملابس إلا بعد دفع رشاوى.

يتكرر الأمر ذاته عند رغبة العائلة في مقابلة القيادات الحوثية المسؤولة عن الاعتقالات أو السماح للوسطاء بالتدخل.

إلزام التربويين

يرى الأهالي أن الاعتقالات تهدف لإجبار التربويين على تدريس المضامين التي فرضتها الجماعة في المناهج الدراسية خدمة لمشروعها، بعد طباعة كتب مدرسية جديدة منذ سيطرتها، وهو ما يرفضه غالبية المعلمين.

تتوقع أوساط حقوقية استمرار وتوسع حملات الاعتقال في الأسابيع المقبلة، ضمن استعدادات الجماعة لمناسبات مختلفة.

ذكرى الثورة اليمنية

بينما تستعد جماعة الحوثي لتنظيم احتفالات كبيرة بذكرى المولد النبوي، تخشى من رد فعل السكان بالاحتفال بذكرى “ثورة 26 سبتمبر”، التي يبدأ الاستعداد لها قبل موعدها بأسابيع.

يقول ناشط من خدير إن احتفالات الحوثيين بالمولد النبوي مستفزة للسكان وتدفعهم للتعبير عن رفضهم بمختلف الوسائل، منها الاحتفال بذكرى “الثورة اليمنية”.

حفيظة المجتمع

أشار ناشط إلى أن احتفالات الجماعة تثير حفيظة المجتمع لادعائها احتكار الحق في الاحتفال بالمولد النبوي، واستغلاله لفرض نهجها وسيطرتها، إضافة إلى حملات الجباية والإتاوات باسم التبرع لهذه المناسبة، في ظل أوضاع معيشية متردية.

اختطاف أطفال

في سياق منفصل، اختطفت الجماعة الحوثية طفلين من أبناء معلم معتقل لديها في محافظة ذمار، بعد محاصرة منزله، لإجبارهما على نفي الانتهاكات التي طالت عائلتهما.

أعلنت مصادر حقوقية أن جماعة الحوثي اختطفت الطفلين سياف (16 عامًا) وعلي (15 عامًا)، واقتادتهما إلى سجن إدارة أمن مديرية جهران حيث يُحتجز والدهما.

انتهاكات الحوثيين

اتهمت منظمة “مساواة” الحقوقية المحلية جماعة الحوثي باختطاف الطفلين لإجبارهما على نفي حصار منزل العائلة في مديرية جهران.

كانت مجموعة مسلحة تتبع قيادياً حوثياً قد اختطفت المعلم ناجي من سوق مدينة معبر، دون توجيه تهم واضحة له، ثم قامت بمضايقة عائلته بحصار المنزل والتهديد بالقتل والطرد والاختطاف، وفقاً لـ”الشبكة اليمنية لحقوق الإنسان”.

ملاحقة الناشطين

تشن جماعة الحوثي منذ أسابيع حملات اعتقال واسعة لملاحقة الناشطين السياسيين والحقوقيين والتربويين والشخصيات الاجتماعية في عدة محافظات، بالإضافة إلى ملاحقة أعضاء حزب “المؤتمر الشعبي العام” في صنعاء وموظفي المنظمات الدولية وعمال الإغاثة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك