الإثنين 27 أكتوبر 2025
spot_img

الحوثيون يخطفون مدنيين في إب بسبب رفض كساراتهم

spot_img

في محافظة إب اليمنية، صعّدت جماعة الحوثي من ممارساتها القمعية، حيث شنت حملة اعتقالات واسعة النطاق استهدفت مدنيين معترضين على إنشاء “كسارات خرسانية” مثيرة للجدل. هذه المشاريع الاستثمارية، التي يُشتبه في ارتباطها بقيادات في الجماعة، أثارت غضب السكان المحليين.

حملة اعتقالات تعسفية

داهمت قوة عسكرية تابعة للحوثيين ست قرى في مديرية ذي السفال جنوبي إب، بهدف ترهيب السكان وإجبارهم على القبول بالمشاريع الاستثمارية الخاصة التي تعود بالنفع على قادة الجماعة. القرى المستهدفة هي: الخرافة، والظرافة، وقريش، وحجفات، والحوري، والجشاعة.

أفادت مصادر محلية باعتقال نحو 17 شخصًا من أبناء القرى المذكورة، وذلك على خلفية احتجاجهم السلمي ضد إقامة المشروع. عمليات الاعتقال جاءت بعد رفض الأهالي منح الجماعة الإذن بإنشاء المشروع داخل أراضيهم الزراعية والسكنية.

مخاوف بيئية وصحية

اتهمت المصادر قيادات حوثية في إب بتجاهل المخاطر الصحية والبيئية الناجمة عن إنشاء هذه الكسارات وسط التجمعات السكنية والمزارع. الجماعة تواصل منح تصاريح مجانية لأتباعها لإقامة استثمارات خاصة، في وقت يعاني فيه اليمنيون من أوضاع إنسانية واقتصادية كارثية.

أعرب سكان في مديرية ذي السفال عن قلقهم البالغ من أن مشروع إنشاء كسارة خرسانية في منطقتهم سيشكل خطرًا على صحتهم وسلامة أسرهم، وعلى الثروة الزراعية والحيوانية التي يعتمدون عليها في معيشتهم.

استغاثات حقوقية

وجه السكان نداءات استغاثة إلى الجهات الحقوقية والمنظمات الدولية للتدخل، ووقف ما وصفوه بـ”مخطط حوثي مستمر للعبث بأوديتهم وقراهم وأراضيهم الزراعية”.

وأشاروا إلى أن الحوثيين فشلوا سابقًا في تنفيذ مشروع مماثل في منطقة “دمنة نخلان” بمديرية السياني المجاورة، بعد احتجاجات شعبية واسعة. إلا أنهم عادوا مجددًا لمحاولة فرض المشروع في قرى ذي السفال، هذه المرة لصالح مستثمر موالٍ للجماعة.

تهديد للبيئة والمواطنين

أكد السكان أن إقامة مثل هذه المشاريع في مناطق زراعية وسكنية يمثل تهديدًا مباشرًا للبيئة ولحياة المواطنين، نظرًا لما تسببه من أضرار صحية خطيرة وتلوث للهواء والمياه الجوفية، إلى جانب الأثر المدمر على المزارع والثروة الحيوانية.

المستثمر الموالي للجماعة، المدعو طاهر الرصاص من محافظة عمران، يحظى بدعم مباشر من القيادي الحوثي علي بن علي النوعة، المعين وكيلاً للمحافظة.

احتجاجات مماثلة في المخادر

شهدت مديرية المخادر شمالي إب مظاهرة احتجاجية نفذها أهالي قرية المنقودة، للمطالبة بإزالة مصنع وكسارة خرسانة تتبع مجموعة من الشركاء الحوثيين القادمين من خارج المحافظة.

المحتجون أفادوا بأن استمرار تشغيل المصنع تسبب في تشققات بمنازلهم وأدى إلى إصابة عدد من السكان بأمراض تنفسية وصدرية، فضلاً عن تلف واسع في محاصيلهم الزراعية بسبب الغبار والاهتزازات الناتجة عن عمل الكسارة. وطالب الأهالي بنقل المشروع إلى منطقة بعيدة عن التجمعات السكانية والمزارع.

ضغط مستمر ومواجهات سابقة

تواصل الجماعة الحوثية منذ أواخر العام الماضي الضغط على سكان القرى في مديرية ذي السفال ومديريات أخرى بإب، لفرض مشاريع استثمارية خاصة بمتنفذيها، رغم ما تشكله من مخاطر بيئية وصحية جسيمة على المواطنين.

في منتصف ديسمبر الماضي، اندلعت اشتباكات مسلحة بين مسلحين من أبناء المنطقة وعناصر حوثية حاولت شق طريق جديد لإقامة مشروع كسارة أحجار، قبل أن يتمكن الأهالي من طرد الجرافات الحوثية والتعهد بمنع تنفيذ أي مشروع يضر بصحتهم أو يهدد أراضيهم الزراعية، مهما كانت الضغوط والتهديدات.

اقرأ أيضا

اخترنا لك