تستعد جماعة الحوثي لإحالة دفعة جديدة من موظفي الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، إضافة إلى دبلوماسيين، للمحاكمة أمام محكمة “الإرهاب”، في تصعيد يثير قلقاً دولياً متزايداً. ويأتي هذا التحرك بالتزامن مع إضراب محامٍ يمني بارز عن الطعام، احتجاجاً على استمرار اعتقاله ووضعه في زنزانة انفرادية.
محاكمات واعتقالات
بدأت الجماعة بالفعل محاكمة ثلاث دفعات من المعتقلين، وأصدرت أحكام إعدام بحق 17 شخصاً بتهم التجسس والتعاون مع جهات خارجية. التحضيرات جارية لإحالة دفعة رابعة تضم موظفين أمميين وعاملين في المجال الإنساني إلى المحاكمة قريباً.
كما نقل الحوثيون العشرات من المعلمين والنشطاء من محافظة إب إلى صنعاء، في خطوة تمهد لمحاكمتهم بعد أشهر من الاعتقال. جهاز مخابرات الشرطة التابع للحوثيين نقل أكثر من 100 معتقل إلى صنعاء بعد تحقيقات مطولة.
انتهاكات حقوقية
حُرم المعتقلون من توكيل محامين ومنعت أسرهم من الزيارة أو التواصل معهم، في انتهاك صارخ للحقوق القانونية والإنسانية. بعض المعتقلين مضى على اعتقالهم أكثر من ستة أشهر.
دور إيراني في الاعتقالات
كشفت مصادر في صنعاء عن إشراف خبراء أمن إيرانيين على حملات الاعتقال، التي بدأت بذريعة منع الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر. هذه الحملات أسفرت عن اعتقال العشرات بتهم التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
إحكام القبضة الإيرانية على جهاز المخابرات الحوثي يهدف إلى احتواء الصراعات الداخلية والإشراف على تأمين القيادات. أدى هذا الترتيب إلى إغلاق قنوات الوساطة القبلية التي كانت تستخدم للإفراج عن المعتقلين مقابل فدى.
إضراب المحامي صبرة
أعلن المحامي عبد المجيد صبرة، المعروف بدفاعه عن المعتقلين لدى الحوثيين، إضراباً عن الطعام احتجاجاً على استمرار احتجازه منذ نهاية سبتمبر. تلقى شقيقه اتصالاً مقتضباً منه يبلغه ببدء الإضراب وعودته إلى الزنزانة الانفرادية.
سبب اعتقال صبرة يعود إلى منشور احتفى فيه بذكرى ثورة 26 سبتمبر. تطالب أسرته بمعلومات عن وضعه الصحي، لكن طلباتهم المتكررة لزيارته قوبلت بالرفض.
تضامن واسع
أثار إعلان الإضراب موجة تضامن واسعة، حيث طالب كتاب ونشطاء بالإفراج الفوري عن صبرة وضمان حقوقه. ناشدوا نقابة المحامين والمنظمات الحقوقية التدخل لحماية حياته، باعتباره مدافعاً عن الحريات والحقوق.