الثلاثاء 16 ديسمبر 2025
spot_img

الحوثيون: سجون نافذين.. انتهاكات تطال الموالين قبل الخصوم

spot_img

في تطور لافت، تتزايد الشكاوى الداخلية في مناطق سيطرة الحوثيين، كاشفة عن ممارسات قيادات الجماعة التي تتجاوز الخصوم لتطال الموالين، وسط اتهامات بالتصرف بدوافع شخصية وتصفية حسابات. يأتي ذلك في وقت يواجه مدنيون محاكمات بتهم “التجسس” المزعومة.

انتهاكات ممنهجة

تكشف مصادر داخل الجماعة عن تحول سجون الأجهزة الأمنية التابعة للاستخبارات ووزارة الداخلية إلى أدوات بيد المتنفذين، من مشرفين وقيادات وواجهات قبلية، وحتى مديري المؤسسات التعليمية. يُزج بالمواطنين في السجون دون أوامر قضائية، ليصبح الإفراج رهن مزاج النافذين.

تتزامن هذه التطورات مع تأكيدات حول استغلال النفوذ داخل الجماعة، حيث يُزج بالمواطنين في السجون دون أوامر قضائية، ليصبح الإفراج رهن مزاج النافذين. تكشف هذه الممارسات عن خلل عميق في العدالة داخل مناطق سيطرة الحوثيين.

اتهامات مباشرة للحوثي

يروي المواطن شرف حجر تفاصيل ما تعرض له من تنكيل منذ تسع سنوات، بعد اتهامه من قبل محمد علي الحوثي بالاختلاس. رغم إبداء حجر استعداده للمثول أمام القضاء، أجبره الحوثي على اللجوء إلى “التحكيم”، ورغم تبرئته من قبل المحكمين، رفض الحوثي الأحكام وهدده بالمخابرات.

أكد ناشطون موالون براءة حجر، مطالبين بـ “الإنصاف”، ومؤكدين تعرضه للظلم رغم توجيهات من زعيم الجماعة بتبرئته وتعويضه. إلا أن تلك التوجيهات ظلت حبراً على ورق، في ظل رفض الحوثي الاعتراف بالحكم.

اختلال العدالة

يرى مراقبون أن القضية تعكس اختلالاً عميقاً في منظومة العدالة، حيث يُفرغ القضاء من مضمونه، وتُختزل القضايا في إرادة القيادات النافذة. قضية حجر لم تحظ بتغطية إعلامية، ما يشير إلى الخوف والتواطؤ.

تحول السجون إلى “خاصة”

لا تقتصر الممارسات على قضية حجر، إذ تشير مصادر إلى تحول السجون إلى “سجون خاصة”، يُعتقل فيها المخالفون للمتنفذين، حتى من داخل الصف الحوثي نفسه. عميد معهد صحي أمر باعتقال مدرس بسبب خلاف على جدول المحاضرات، ولا يزال محتجزاً.

طالت الاعتقالات إعلاميين وناشطين موالين، من بينهم محمد الشينة وعبد الكريم علي وعلي القاضي، أُودعوا سجن استخبارات الشرطة بأوامر من القيادي حسن الهادي، لأسباب شخصية. كما اعتُقل الناشط رشيد البروي في ظروف مشابهة.

وعود لم تتحقق

يذكر ناشطون بوعود الحوثيين عند اقتحام صنعاء، بردم الأقبية وإنهاء السجون السرية والإذلال. لكنهم، بحسب هؤلاء، لم يفعلوا سوى تعميق الأقبية وإعادة تشييد قلاع النفوذ، ضد الأصدقاء أيضاً.

نداء عاجل للأمم المتحدة

وجهت رابطة أسر العاملين الإنسانيين المعتقلين قسراً رسالة عاجلة إلى رعاة مشاورات الأسرى في مسقط. تؤكد الرابطة أن استمرار الاحتجاز والحرمان من التواصل وغياب المعلومات عن الأوضاع الصحية والنفسية للمعتقلين يمثل انتهاكاً جسيماً.

تحمل الرابطة الحوثيين المسؤولية القانونية والأخلاقية عن سلامة المعتقلين، مطالبة الأمم المتحدة بموقف حازم لإلزام الحوثيين بالكشف عن مصيرهم وتمكين الأسر من زيارتهم والإفراج عنهم. تدعو الرابطة المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية لتحمل مسؤولياتها تجاه موظفيها المعتقلين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك