الجمعة 9 مايو 2025
spot_img

الحنكة الحوثية: قرار منع تعليم الإنجليزية يثير غضبًا عامًّا

في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، قررت جماعة الحوثيين في اليمن منع تعليم اللغة الإنجليزية في الصفوف الدراسية الأولى، مما أثار تحذيرات من مسؤولين ونشطاء حول التأثيرات السلبية لهذه السياسة على تعليم الأطفال في مناطق سيطرة الجماعة.

تعميم ملزم

وزعت الجماعة تعميمًا على مكاتب التربية والتعليم بالمحافظات الخاضعة لسيطرتها، يقضي بإلغاء تدريس مادة اللغة الإنجليزية من الصف الأول إلى الثالث الأساسي في المدارس الحكومية والخاصة، ابتداءً من العام الدراسي المقبل. وأكدت على ضرورة تكثيف تعليم اللغة العربية والتفسير الحوثي للقرآن الكريم فقط.

هذا القرار، الذي يُعتبر الأول من نوعه، قوبل برفض واسع من طيف واسع من المجتمع اليمني، بما في ذلك بعض النشطاء المؤيدين للحوثيين.

رفض واسع

أعرب “مرصد ألف لحماية التعليم” عن شجبه لهذا القرار، مشيرًا إلى أنه يشكل انتكاسة خطيرة في تطوير التعليم، ويعد تراجعًا عن المكتسبات التعليمية. ورأوا أن هذا القرار يمثل انحرافًا عن المعايير التربوية الحديثة التي تركز على أهمية تدريس اللغات منذ المراحل الأولى لتطوير شخصية الطالب.

أكد المرصد في بيانه أن اللغة الإنجليزية لم تعد مجرد مادة اختيارية، بل أصبحت أداة أساسية للتواصل والمعرفة، خصوصًا في عالم سريع التغير. ورأوا أن حرمان الأطفال من تعلم هذه اللغة يمثل “تمييزًا تربويًا” وجريمة في حق جيل كامل.

تداعيات خطيرة

ودعا المرصد إلى إعادة النظر في هذا القرار، وشدد على أهمية إشراك الخبراء في تطوير المناهج الدراسية بعيدًا عن الأجندات السياسية التي قد تضر بمستقبل الأجيال.

وفي ذات السياق، انتقد عبده بشر، عضو مجلس النواب، قرار الحوثيين، مؤكدًا أنه لا يحق للوزير إلغاء تعليم اللغة الإنجليزية، مشيرًا إلى عجز الجماعة عن توفير أساسيات التعليم السليم.

مخاوف مستقبلية

واعتبر ناشطون ومختصون أن هذا القرار سيساهم في عزل الطلاب عن العالم، ويقلل من فرصهم في التعليم العالي وسوق العمل. وحذرت المحامية والناشطة الحقوقية هدى الصراري من تداعيات هذا القرار على التعليم، مشيرة إلى أنه سيؤدي إلى حرمان الأطفال من المهارات الأساسية.

كما اعتبرت الصراري أن تقييد المناهج الدراسية بمساقات معينة يعكس توجهًا آيديولوجيًا يهدف إلى توجيه التعليم نحو غسيل أدمغة الأطفال، مما يهدد قدرة الأجيال القادمة على الإبداع والمنافسة.

إعادة تشكيل المناهج

بدورها، أكدت الأكاديمية اليمنية إلهام مانع أن القرار يعكس جهود الحوثيين لإعادة هيكلة المناهج وفق رؤاهم السياسية والدينية. ورأت أن التركيز على مناهج التربية الإسلامية يُظهر نية واضحة لدى الجماعة لاستبعاد أي تأثير ثقافي أجنبي.

تظهر هذه القرارات بوضوح نية الحوثيين في تشكيلات التعليم بما يتسق مع معتقداتهم، مما قد يؤدي إلى آثار سلبية متراكمة على جودة التعليم ومستقبل الأجيال في اليمن.

اقرأ أيضا

اخترنا لك