في خطوة تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر في السودان منذ أكثر من ألف يوم، قدَّم رئيس الحكومة الانتقالية كامل إدريس مبادرة سلام شاملة أمام مجلس الأمن، في وقت تواجه فيه البلاد تحذيرات من الأمم المتحدة بشأن «معاناة غير موصوفة» للسكان. كما دعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كلاً من الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ«حميدتي»، إلى قبول هدنة إنسانية فورية.
مبادرة إدريس
خلال جلسة مجلس الأمن في نيويورك، قال إدريس: «السودان يمر بأزمة وجودية نتيجة الحرب». وقدم مبادرة تدعو إلى وقف إطلاق النار تحت إشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية. تتضمن المبادرة انسحاب «قوات الدعم السريع» من المناطق التي تسيطر عليها ونقلها إلى معسكرات، مع ضرورة نزع سلاحها.
وأشار إدريس إلى أن اقتراح الحكومة «مُعدّ محلياً، وليس مفروضاً من الخارج»، محذراً من أن عدم حصر قوات «الدعم السريع» في معسكرات سيؤدي إلى فشل الهدنة. وناشد أعضاء مجلس الأمن دعم مقترحه، مشددًا على أنه يمكن لهذه المبادرة أن تُشكل نقطة تحول للسودان.
دعوات إلى الهدنة
من جانبها، أكدت المندوبة الأمريكية جيفري بارتوس خلال الجلسة على أهمية قبول الطرفين المتحاربين للهدنة الإنسانية، مشددة على إدانة العنف في دارفور ومنطقة كردفان. وكانت هذه التصريحات بمثابة منحى نحو إحراز تقدم في الجهود الدولية لوقف القتال.
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن العام الجديد يمثل فرصة للتوصل إلى هدنة إنسانية، موضحًا أن تركيز الإدارة الأمريكية ينصبّ على هذه الهدنة. وأشار إلى أن ما يحدث في السودان يعد كارثة، إذ يعاني السكان من انتهاكات جسيمة.
إمدادات الأسلحة
أعرب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، خالد خياري، عن قلقه من الإمدادات المستمرة للأسلحة التي تؤجج النزاع. وانتقد دولًا لم يسمِّها تواصل إمدادها بالسلاح، في وقت ترفض فيه القوات الحكومية وشبه العسكرية التوصل إلى أي حلول شاملة.
كما حذر من الأبعاد الإقليمية للصراع، مشيرًا إلى استخدام الطائرات المسيرة في الهجمات التي تؤدي إلى مقتل مدنيين. ودعا إلى ضرورة تحرك سريع لوقف إدخال الأسلحة، مشددًا على أهمية الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.
الوضع الإنساني
قالت مديرة قسم العمليات بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إديم وسورنو، إن وحشية الصراع تتفاقم، وأشارت إلى أن ولاية كردفان قد أصبحت محورًا للاقتتال والمعاناة. وأوضحت أن الأمم المتحدة تتلقى تقارير جديدة حول انتهاكات فظيعة للقانون الدولي الإنساني.
موقف الإمارات
في السياق ذاته، أكد المندوب الإماراتي الدائم محمد أبو شهاب على أهمية إطلاق الهدنة الإنسانية لإيصال المساعدات إلى المدنيين. ولمّح إلى أن الحلول الأحادية غير كافية، داعيًا إلى ضرورة اتباع الهدنة بوقف دائم لإطلاق النار وبدء مرحلة جديدة من الحكم المدني المستقل.


