أعلنت مصادر عسكرية إيرانية عن دور هام للقوات المسلحة في النظام السياسي الإيراني، بالتزامن مع تصاعد التوترات بين طهران وإسرائيل. تُظهر هذه التوترات الأسماء المعروفة مثل “الحرس الثوري” و”فيلق القدس”، وهي مسميات تعكس هيكلية عسكرية فريدة تميز إيران عن الدول الأخرى.
بعد اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، بدأ تسلسل السلطة في إيران يتغير بشكل جذري، حيث أصبح المرشد الأعلى هو القوة الحاسمة في توجيه السياسات العسكرية.
تعتبر هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، ومقر “خاتم الأنبياء”، الأهم في تشكيل السياسة العسكرية الإيرانية، حيث تتبع التوجيهات الصادرة عن القائد الأعلى.
مسؤولية إدارة العمليات العسكرية تقع على عاتق مقر “خاتم الأنبياء”، والذي الذي يشرف على حركة الجيشين الإيرانيين: الجيش التقليدي و”الحرس الثوري”. في عام 2016، أُعلن عن فصل مقر “خاتم الأنبياء” ليصبح قيادة مستقلة دائمة.
تسلسل القيادة العسكرية
في السابق، كان مقر “خاتم الأنبياء” قائمًا فقط أثناء الحروب، ولكن مع تعيين المرشد لمحمد باقري وغياب قائد الاستخبارات غلام علي رشيد في عمليات اغتيال من قِبل إسرائيل، أصبح الوضع أشد تعقيداً.
الجيش الإيراني يُعتبر القوة المدافعة عن حدود الدولة، حيث يرفع تقاريره إلى هيئة الأركان العامة. وتنقسم القوات المسلحة إلى فرعين أساسيين: الجيش التقليدي وقوات الحرس الثوري.
الجيش مسؤول عن حماية استقلال البلاد، في حين يهتم الحرس الثوري بالتصدي للتحديات السياسية للنظام الجمهوري.
وفي تقرير استخباراتي أمريكي عام 2022، تبيّن أن القوات الإيرانية تضم ما بين 550 إلى 600 ألف جندي عامل، وفقًا لإحصائيات رسمية.
صلاحيات الحرس الثوري
ينص الدستور الإيراني، في المادة 150، على أن الحرس الثوري مسؤول عن حماية الثورة الإسلامية ومنجزاتها. وتوضّح القوانين مهامه مقارنةً بالجيش التقليدي، مما يعكس التنسيق بينهما.
الحرس الثوري يعمل تحت قيادة المرشد الأعلى، وله دور في إدارة العمليات الدفاعية، بما في ذلك ملاحقة الأسلحة غير الشرعية.
تشمل فروع الحرس الثوري القوة الجوية، والبرية، والبحرية، إضافةً إلى فيلق القدس الذي يُعنى بالعمليات الخارجية والقيادة الإلكترونية.
تقرير صادر عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي يؤكد أن الحرس الثوري يُعتبر مجموعة نافذة في النظام الإيراني، مما جعلها “دولة داخل الدولة”.
مهام قوات “الباسيج”
قوات “الباسيج” تأسست وفقًا لدستور الحرس الثوري عام 1982، وهي تهدف لتعزيز القدرات الدفاعية للجمهورية. تتمثل مهامها في تنفيذ تدريبات عسكرية وإعداد الخطط الدفاعية الوطنية بالتعاون مع الجهات ذات الصلة.
الحرس الثوري تولّى قيادة “الباسيج” في عام 2007، حيث يتواجد أعضاؤها في الجامعات والمدارس المحلية.
فيلق القدس
فيلق القدس يتمتع بمهام خاصة خارج إيران، حيث يدعم الحركات والأنظمة الموالية لطهران. يحتوي على حوالي 5 آلاف فرد نشط يعززون الأمن القومي الإيراني.
جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري يعتبر من أكثر الأذرع الأمنية نفوذًا، ويستطيع التأثير في مسارات القضاء.
التشكيلات العسكرية
القوة الجوية للحرس الثوري تمتلك إدارة خاصة للصواريخ الاستراتيجية، بينما البحرية تضم أكثر من 20 ألف عنصر نشط، يجري استخدامها لمراقبة المياه الإقليمية.
القوات البرية مسؤولة عن إعداد وتجهيز العسكريين، حيث تشكل قوة كبيرة تبلغ حوالي 350 ألف عنصر، منهم 220 ألف مجند.
موقع الجيش الإيراني
يُعاني الجيش من قيود في السيطرة على العمليات العسكرية، ولكن هو الجهة المسؤولة عن حماية الدولة. وزارة الدفاع تلعب دورًا رئيسيًا في دعم القوات المسلحة.
بحسب الدستور، تخضع القوات armed للقائد العام، ومن المهم أن يكون أفرادها ملتزمين بالمبادئ الإسلامية.
الدفاع الجوي والبحري
القوة البحرية for تراقب المياه الإقليمية الإيرانية وتضمن الأمن البحري. بها أكثر من 18 ألف عنصر نشط، بينما تضطلع القوات الجوية بمهمة حماية المجال الجوي للبلاد.
عنصر القوة العسكرية
تعتبر الصواريخ الباليستية جزءًا أساسيًا من الردع الاستراتيجي الإيراني، ومن الواضح أن إيران تسعى لتطوير المزيد من القدرات القتالية.
تملك إيران أكبر مخزون صواريخ في الشرق الأوسط، مستثمرة في تطوير بنيتها التحتية العسكرية رغم الضغوط العالمية.
المنشآت الدفاعية الأساسية
تشمل إيران عددًا من الشركات الرائدة في تطوير أنظمة صاروخية، تبرز ضمنها منظمة الصناعات الجوية كأهم جهة مخصصة لذلك.
هذه المنظمة تعمل تحت إشراف وزارة الدفاع، وتطوير الصواريخ ذات الطرازات المختلفة، بينما تستمر تحت ضغوط دولية أكبر.
السلطة السياسية والعسكرية
المرشد الأعلى، علي خامنئي، هو صاحب القرار النهائي في النظام الإيراني، ويحدد السياسات العامة بما يشمل الشؤون العسكرية.
بينما يتولى الرئيس الإيراني مسؤوليات الحكومة التنفيذية، يبقى مقيدًا بالأطر التي وضعها المرشد.
المجلس الأعلى للأمن القومي يلعب دورًا هامًا في صياغة السياسة الأمنية، حيث يضم ممثلين من مختلف الأطراف السياسية والعسكرية في البلاد.