الخميس 18 سبتمبر 2025
spot_img

الجيش المالي يتعهد بتأمين الطرق بعد تهديد القاعدة

spot_img

الجيش المالي يعزز تأمين الطرق بعد تهديدات القاعدة

أكد الجيش المالي اتخاذ إجراءات مشددة لتأمين الطرق الرئيسية التي تربط مالي بالسنغال وموريتانيا وغينيا، وذلك عقب إعلان تنظيم القاعدة عن نيته إغلاق هذه الطرق. تهدف هذه الخطوة إلى منع وصول إمدادات الوقود والمواد الغذائية الحيوية إلى العاصمة باماكو وبقية مدن البلاد.

تأمين الطرق أولوية

صرح اللواء ماكان ألاسّان ديارا، نائب رئيس العمليات في الأركان العامة للجيوش، عبر التلفزيون الحكومي، بأن “جميع الإجراءات الضرورية قد اتُّخذت لضمان الأمن على كافة المقاطع الطرقية في البلاد”.

وتأتي هذه التصريحات لطمأنة الفاعلين الاقتصاديين بشأن أمنهم وممتلكاتهم، وسط مخاوف متزايدة من أزمة إمدادات الوقود والغذاء، خاصة وأن مالي تعتمد بشكل كبير على موانئ الدول المجاورة لتلبية احتياجاتها الأساسية.

مواجهة التحديات الأمنية

اعترف المسؤول العسكري بصعوبة مواجهة تحركات القاعدة، مشيراً إلى مرونة التنظيم وقدرته على التحرك بشكل غير مرئي. وأكد في الوقت ذاته تصميم القوات المسلحة المالية على “القضاء على هذا الشكل الجديد من العنف الذي يستهدف بشكل خاص الفاعلين الاقتصاديين”.

وعبّر اللواء عن أسفه للخسائر التي نجمت عن هجمات القاعدة على المحاور الطرقية، بما في ذلك إحراق عدد كبير من الشاحنات المحملة بالوقود والبضائع، خاصة على محور باماكو – خاي.

هجمات متكررة وخسائر

قبل أيام، تعرضت قافلة متجهة إلى باماكو من الحدود السنغالية لهجوم على الرغم من الحراسة المشددة. الهجوم أسفر عن إحراق شاحنات وإلحاق خسائر كبيرة بالقافلة.

ووصف اللواء ديارا الوضع الأمني بأنه “مستقر نسبياً”، مع الإشارة إلى استمرار الهجمات المحددة التي تنفذها الجماعات المسلحة الإرهابية على الطرق الرئيسية. وأكد أن القوات المسلحة ردت بقوة على الهجمات عبر الوحدات الميدانية والغارات الجوية.

تأمين مستمر وحماية للمواطنين

أكد اللواء ديارا أن “القوات المسلحة موجودة، سواء على الطرقات أو في المواقع الصناعية”. وأضاف أن “القيادة العسكرية اتخذت ترتيبات مناسبة لتمكين الفاعلين الاقتصاديين من مواصلة نشاطهم بأمان في جميع أنحاء البلاد”.

كما طمأن السكان والفاعلين الاقتصاديين بأن القوات المسلحة المالية تقوم بتأمين جميع الطرق، وأن الإجراءات اللازمة قد اتُّخذت لضمان الأمن على كل المقاطع.

إصرار على توفير الوقود

شدد اللواء على أن الجيش المالي لن يسمح بقطع إمداد الوقود عن العاصمة باماكو تحت أي ظرف. وأكد قائلاً: “حتى لو اضطررنا للذهاب لإحضار الوقود سيراً على الأقدام أو بالملاعق، فسنفعل ذلك”.

استراتيجية القاعدة الجديدة

يبدو أن تنظيم القاعدة، ممثلاً في “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، قد غيّر استراتيجيته في مالي، حيث بات يستهدف الطرق الرئيسية ويحاصر بعض المدن الكبيرة، بهدف شل حركة نقل البضائع بين مالي وجيرانها.

وتأتي هذه التطورات في وقت تستعد فيه مالي للاحتفال بذكرى الاستقلال في 22 سبتمبر، حيث يسعى الجيش لتنظيم عرض عسكري ضخم في العاصمة باماكو.

قلق حقوقي متزايد

في غضون ذلك، أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في مالي عن قلق بالغ إزاء “الانتهاكات التي تستهدف المدنيين وممتلكاتهم على بعض الطرق الرئيسية في البلاد”، وأدانت اللجنة “انتهاك حرية التنقل والحق في الملكية”.

ودعت اللجنة السلطات إلى “بذل كل ما يلزم لوقف الانتهاكات التي تمس حرية التنقل والحقوق في الملكية على الطرق”، وحثت الحكومة على “تعزيز التدابير الأمنية على الطرق لضمان حرية التنقل وحماية ممتلكات السكان على كامل التراب الوطني”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك