الأربعاء 12 مارس 2025
spot_img

الجيش الفرنسي يستعرض قوة “رافال” في إسقاط المسيرة الحوثية “شاهد”

نشرت القوات الجوية الفرنسية مقطع فيديو مثير، يُظهر قدرات مقاتلة “رافال” في التصدي لطائرة مسيرة من نوع “شاهد”، والتي تم تطويرها في إيران ويستخدمها الحوثيين في اليمن، ما يُبرز التطور التكنولوجي المتقدم في مجال القتال الجوي.

فيديو مثير للقدرات

تم تسجيل الفيديو من خلال شاشة العرض الرأسية (HUD) في طائرة “رافال”، ويعرض لحظة نجاح صاروخ في اعتراض الطائرة المسيرة، مما يبرز فعالية الأنظمة العسكرية الفرنسية في الحروب الحديثة.


يسرد الفيديو سيناريو واقعي من الطائرة “رافال” خلال مهمة اعتراضية ضد طائرة الحوثيين، حيث يظهر HUD معطيات أساسية مثل السرعة والارتفاع ومعلومات الاستهداف.

أنظمة التتبع المتقدمة

نظام استهداف “رافال” تعقب الطائرة “شاهد”، مع عرض موضعها بالنسبة للطائرة المقاتلة، ما يُظهر قدرات التتبع المتطورة للطائرة. يتم إطلاق الصاروخ، ويظهر HUD مسار الصاروخ نحو الهدف، مما يعكس دقة أنظمة التسليح للطائرة.

تندرج هذه المواجهة ضمن الصراعات المستمرة، حيث تستخدم جماعة الحوثي الطائرات المسيرة في الهجمات، ما يُبرز الاستخدام الاستراتيجي لهذه الطائرات في الحروب الحديثة.

الأسعار وتحديات الحرب

يشكل الفارق السعري بين الصاروخ المستخدم من قبل “رافال” والطائرة المستهدفة مصدر قلق، إذ يُعتبر الصاروخ أكثر تكلفة بكثير من الطائرة المسيرة، مما يُشير إلى نقاشات أوسع حول الاستراتيجيات العسكرية.

تؤكد قدرة “رافال” على العمل بشكل مستقل في هذه السيناريوهات، دون الحاجة لدعم الحرب الإلكترونية، على أنظمتها المتطورة للدفاع الذاتي، التي أثبتت فعاليتها خلال عمليات سابقة مثل تلك التي جرت فوق ليبيا في عام 2011.

التهديدات المستمرة

توفر هذه اللقطات لمحة عن القدرات التشغيلية لطائرة “رافال” في معارك حقيقية، مبرزًا دورها في العمليات العسكرية الدولية ضد الفاعلين غير الدوليين مثل الحوثيين.

سلسلة طائرات “شاهد”، التي تم تطويرها في إيران، أصبحت تهديدًا كبيرًا في النزاع المستمر بين المتمردين الحوثيين والتحالف بقيادة السعودية، الذي يدعم الحكومة اليمنية.

التكنولوجيا المتطورة

صُممت هذه الطائرات المسيرة لحمل المتفجرات والاصطدام بالأهداف، مما يوفر وسيلة منخفضة التكلفة وعالية التأثير لاستهداف الأهداف الاستراتيجية والعسكرية.

لقد جعلت القدرة على التهرب من الدفاعات الجوية التقليدية، مع تكلفتها النسبية مقارنة بالأنظمة الصاروخية الأكثر تقدمًا، منها أداة مفضلة في الحروب غير المتكافئة.

القدرات الاستثنائية لطائرة “رافال”

تُعتبر “رافال” واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة متعددة المهام تقدمًا في القوات الجوية الفرنسية، مجهزة بأحدث التقنيات والأنظمة اللوحية. يعرض الفيديو كيف تقوم الطائرة بتعقب الطائرة المسيرة “شاهد” وإطلاق الصاروخ بدقة عالية، مما يؤدي إلى تدميرها في الجو.

هذه القدرة ضرورية للتعامل مع التهديدات التي تشكلها الطائرات المسيرة، والتي قد تكون صعبة الاعتراض نظرًا لحجمها الصغير وتوقيعها الراداري المنخفض.

أنظمة الطائرات القتالية

تم تصميم صواريخ “رافال” جو-جو، مثل “ميتيور”، للانخراط في الصراعات مع الطائرات التقليدية والاهداف الأصغر، مما يُظهر قدرة صاروخها على إصابة الطائرة “شاهد” بدقة مباشرة.

ويُعتبر هذا الاعتراض أيضًا عرضًا للتعاون الدولي لمواجهة التهديدات المشتركة، حيث شاركت القوات الفرنسية في عمليات بالشرق الأوسط، داعمة حلفاءها في المنطقة.

تطوير طائرة “رافال”

تعود قصة “رافال” إلى الثمانينات، عندما سعت فرنسا لاستبدال طائراتها القديمة من نوع “ميراج” بطائرة جيل جديد تلبي الاحتياجات المتنوعة للقوات الجوية والبحرية الفرنسية.

على عكس نظرائها الأوروبيين، وُلدت “رافال” من رؤية فرنسية فريدة، تقدمية، مع تعزيز الاستقلالية عن الشراكات الدولية بعد خلافات حول متطلبات التصميم.

القدرات العملياتية

قامت “داسو” للطيران، وهي شركة ذات تاريخ طويل يعود إلى أوائل القرن العشرين، بتحدٍ إنتاج طائرة قادرة على الانتقال بسلاسة بين القتال الجوي والقصف والمهام الاستخباراتية وحتى مهام الردع النووي.

أول نموذج أولي للطائرة طار في عام 1986، ولكنها لم تدخل الخدمة الرسمية إلا في عام 2001، مما يُظهر الدقة العالية في عمليات التطوير والتكوين.

أهمية “رافال” بالنسبة لفرنسا

تشير الطبيعة المتعددة الأدوار للطائرة إلى قدرتها على أداء مهمات متنوعة باستخدام واحدة فقط، حيث تُحقق في الوقت ذاته مرونة استراتيجية تتيح للقوات الجوية العمل بشكل فعّال.

لقد أثبتت “رافال” جدارتها في مختلف ساحة المعارك، من أفغانستان إلى ليبيا ومناطق أخرى، منذ دخولها العمليات القتالية في 2007.

الشراكات الدولية والتصدير

تجاوزت “رافال” حدود فرنسا وصارت لاعبًا عالميًا حيث حصلت على طلبات تصدير من عدة دول مثل مصر والهند وقطر، موفرة بديلًا جذابًا للطائرات الأمريكية أو الروسية.

أكدت الهند، مثلاً، طلب 36 طائرة “رافال”، بينما وقعت الإمارات صفقة تاريخية بقيمة 19 مليار دولار لشراء 80 طائرة من أحدث طراز.

المستقبل والابتكار

من المتوقع أن تبقى “رافال” ركنًا أساسيًا من القوة الجوية الفرنسية حتى عام 2040، مع إدخال تحسينات جديدة وإعدادات متطورة.

بالنسبة لفرنسا، تُعتبر “رافال” أكثر من مجرد طائرة مقاتلة، بل رمزًا للفخر الوطني وضمانا للردع النووي، مما يجعلها تحفة تقنية تتميز بالابتكار والمرونة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك