الجيش العربي.. إن التحديات الهائلة والمتزايدة التي تواجهها المنطقة العربية على الصعيد الأمني والاقتصادي، وتضعها في خندق ملتهب بيد مقيدة بسلاسل من حديد، بسبب المواقف والضغوط الدولية والقوى المهيمنة في العالم، كل هذه التحديدات تفرض وبشدة ضرورة وجود سيف عربي موحد وحاد يكسر تلك القيود ويرهب القوى الضاغطة ويفتح الطريق أمام الدول العربية لتمارس السيادة على أرضها الواسعة، وتنهض بنفسها، بدلا من تلك العثرات والأزمات المقصودة والمفروضة عليها والتي تسقطها كلما حاولت النهوض.
لماذا الجيش العربي ؟
الوضع العربي، وإن شئت فقل وضع كل دولة عربية لا يدوم على حال لبضع سنوات، إلا إذا كانت تسير في طريق الهلاك، فعندها يكون طريقها سالكا ومفتوحٌ على مِصْرَاعَيْهِ، أما إن كانت في طريقها للتنمية الحقيقية -وضع تحت كلمة الحقيقية 100 خط- فإنها تواجه حربا شرسة على أكثر من محور واتجاه، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى العسكرية، وربما تساهم في هذه الحرب ضدها بعض الدول العربية الشقيقة، لإجبار تلك الدولة على تغيير مسارها الصحيح، ولتعدل عن رغبتها في التنمية الحقيقية لشعبها وأرضها.
فرق تسد.. ما زالت تلك العبارة هي أساس الخطة التي بها يتم السيطرة والهيمنة على الموارد العربية.. وإلا عليك أن تفكر للحظات كيف سيكون حال الدول العربية لو أنها تقف صفا واحدا مع بعضها البعض، لو أنها تتعاون مع بعضها البعض، في الجوانب الاقتصادية والعسكرية، وهنا لن نذكر الجانب الاجتماعي، لأن العالم العربي من الناحية الاجتماعية أقرب لبعضه البعض من أي جنس بشري على الأرض، أقرب لبعضه البعض في العادات والسلوك والمعاملات والصفات والأهم في اللغة.
اسرح بخيالك للحظات.. كيف سيكون حال الدول العربية لو أنها توحدت بجيوشها؟ لو أنها تملك جيشا عربيا موحدا، يقف فيه جنود العرب صفا واحدا في وجه عدوهم، بكافة قواه البشرية وقواه العسكرية.. وبعدها اسأل نفسك سؤال: هل عندها سيكون حال العرب كما هو عليه اليوم؟ هل كان سيحدث في فلسطين وغزة ما يحدث اليوم؟ هل سيكون حال سوريا واليمن والعراق وليبيا والسودان ولبنان والصومال وغيرهم كما هو عليه اليوم؟ اسأل نفسك الكثير من الأسئلة.. منها هل ستظل الدول الخليجية أو بعضها تحت الضغط والابتزاز الأمريكي والغربي؟
الوحدة العربية هي سفينة النجاة للمنطقة، والأهم هو وجود جيش عربي موحد يملك القدرة والقوة والقرار، يضم قوة بشرية وعسكرية وتكنولوجية.. إن الواقع العربي الحالي يتطلب استجابة سريعة وفعّالة وتعاون دائم بين الدول العربية، في هذا السياق، يكمن الدور الحيوي لتشكيل قوات عربية مشتركة، تكون أداة فعّالة لتحقيق الاستقرار والأمان الإقليمي العربي.
لماذا نحتاج إلى القوات العربية المشتركة؟
تحقيق الاستقرار الأمني ومواجهة التحديات الأمنية: إن القوات العربية المشتركة تمثل درعًا قويًا لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، مثل التطرف والإرهاب، وتهريب السلاح، والتهديدات الإقليمية، والتهديدات العالمية، فمن خلال توحيد الجهود وتبادل المعلومات، ستكون هذه القوات فاعلة في الحفاظ على الأمان والاستقرار، والاستقرار يعني الأمان الدائم وليس الأمان اللحظي.
تعزيز التعاون الدفاعي: تعزز القوة العربية المشتركة التعاون الدفاعي بين الدول العربية، مما يعزز القدرة الدفاعية للمنطقة بأكملها، تشارك هذه القوات في التدريبات المشتركة وتبادل الخبرات، مما يؤدي إلى تطوير قوات متميزة وجاهزة لمواجهة أي تحدي.
عدم التأثر بالمواقف الخارجية: بالاعتماد على القوة الداخلية يمكن التصدي للضغوط الدولية، فمن خلال تكامل القوات العربية، يمكن للدول العربية تحقيق الاعتماد الذاتي في مجال الدفاع، مما يقلل من تأثير المواقف الخارجية، والتصدي للضغوط الدولية واتخاذ القرارات المستقلة، ما يسهم في حماية مصالح الدول العربية.
الجيش العربي الموحد.. يحقق التوازن
تحقيق التوازن: التحالف العربي في مجال الدفاع يحقق التوازن في المواقف الدولية ويعزز القدرة على المفاوضة بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
تعزيز الاستقلال الوطني: هذه القوة المشتركة تُقوي الاستقلال الوطني للدول العربية، بحيث يمكن أن تعتمد الدول على بعضها البعض في مجالات الدفاع والأمان، وهو ما يقلل من الاعتماد على القوى الخارجية ويعزز قدرة الدول العربية على صون سيادتها.
تحفيز التكامل الاقتصادي والاجتماعي: وجود قوات عربية مشتركة يعزز التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين الدول، وبالتالي يعزز التنمية المستدامة، وتشجع هذه القوات على تبادل الموارد والخبرات، مما يعزز التعاون في مختلف المجالات.
تعزيز الدبلوماسية وتخفيف التوترات: وجود القوة العربية يسهم في تحقيق توازن إقليمي، مما يقلل من التوترات ويعزز الدبلوماسية كوسيلة لحل النزاعات، ويمكن لهذه القوات أن تلعب دورًا حيويًا في تعزيز ثقافة الحوار وحل الخلافات بشكل سلمي.
منطقة الشرق الأوسط تعيش على وقع تحديات أمنية واقتصادية متزايدة، تتطلب استجابة فورية وفعّالة.. لذلك يتساءل الكثيرون أين القوات العربية المشتركة؟ لماذا لم يتم إنشائها؟ ولمصلحة من تأخر إنشائها؟