في تطورات مؤسفة، أعلنت لجنة المعلمين السودانيين عن وفاة اثنين من معلمي المرحلة الابتدائية، الإمام الضاي وترتور الضاي، داخل معتقلات تابعة للجيش السوداني في ولاية جنوب كردفان. وتأتي هذه الأحداث في ظل الصراع الدائر في السودان منذ أبريل/نيسان 2023.
وفاة معلمين تحت التعذيب
أدانت اللجنة، في بيان صحفي شديد اللهجة، ما وصفته بـ “جريمة الاعتقال التعسفي والتعذيب حتى الموت” داخل معتقلات الاستخبارات العسكرية بمدينة الدلنج.
المعلومات المتوفرة تشير إلى أن الأستاذ الإمام الضاي توفي يوم الاثنين متأثراً بالتعذيب الذي تعرض له داخل معتقل يتبع للواء 54 مشاة. بينما توفي زميله وابن عمه، الأستاذ ترتور الضاي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد تعرضه لتعذيب مماثل.
تفاصيل الاعتقال والتعذيب
وفقًا لشهادات موثوقة من أقارب الضحايا، تم استدعاء المعلمين إلى إدارة التعليم في الدلنج بحجة استلام رواتبهم. وبمجرد وصولهما، تم اعتقالهما من قبل الاستخبارات العسكرية دون مذكرة قضائية أو تهمة رسمية.
خلال فترة الاحتجاز، تعرض المعلمان للتعذيب وسوء المعاملة. مما أدى إلى تدهور حالتهما الصحية ووفاتهما في نهاية المطاف.
مسؤولية قانونية ومطالبات بالتحقيق
حملت اللجنة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش في الدلنج المسؤولية القانونية الكاملة عن هذه الجريمة. وأكدت أن ما حدث “ليس حادثة معزولة، بل جريمة مكتملة الأركان وانتهاك فاضح للحق في الحرية والأمان الشخصي”.
وشددت اللجنة على أن التعذيب والقتل تحت التعذيب يعتبران انتهاكًا جسيمًا للحق في الحياة، وجريمة لا تسقط بالتقادم بموجب القانون الوطني والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
مطالبات بالعدالة والانصاف
طالبت لجنة المعلمين السودانيين بفتح تحقيق جنائي مستقل وشفاف تحت إشراف جهات قضائية محايدة للكشف عن ملابسات الجريمة. ودعت إلى محاسبة جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة دون حصانة.
كما شددت على ضرورة الإفراج الفوري عن جميع المعلمين المعتقلين تعسفيًا، ووقف استهداف المعلمين والمؤسسات التعليمية، وضمان حماية المعلمين وصون كرامتهم وحقوقهم.
وقف الإفلات من العقاب
أكدت اللجنة على ضرورة وقف سياسة الإفلات من العقاب التي شجعت على تكرار هذه الجرائم. وطالبت بتحريم “عسكرة القمع” داخل العملية التعليمية.
يذكر أن السودان يشهد صراعًا داميًا على السلطة بين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ أبريل/نيسان من العام الماضي.


