شهدت المناطق الحدودية الباكستانية الأفغانية تصعيدًا في المواجهات بين قوات الأمن وعناصر حركة “طالبان” باكستان، حيث أسفرت عمليات أمنية عن مقتل العشرات من الطرفين، مما يسلط الضوء على التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها باكستان.
عمليات أمنية مكثفة
نفذت قوات الأمن الباكستانية مداهمات استهدفت ثلاثة أوكار لحركة “طالبان” باكستان بالقرب من الحدود الأفغانية، خلال اليومين الماضيين، وأسفرت الاشتباكات العنيفة عن مقتل 19 جنديًا و 45 مسلحًا.
العملية الأولى في منطقة باجور بإقليم خيبر بختونخوا، أسفرت عن مقتل 22 مسلحًا، بينما أدت عملية أخرى في جنوب وزيرستان إلى مقتل 13 مسلحًا و 12 جنديًا باكستانيًا، بحسب بيان للجيش.
هجمات متبادلة
في منطقة لور دير، أدت عملية استخباراتية ثالثة إلى اشتباكات أسفرت عن مقتل سبعة جنود و 10 من مقاتلي “طالبان” باكستان، حيث تبادلت القوات إطلاق النار بكثافة مما أسفر عن وقوع إصابات بين الطرفين.
أعلنت حركة “طالبان” باكستان مسؤوليتها عن الهجوم، مدعية الاستيلاء على أسلحة وطائرات مسيرة من الجنود، في حين أكد شهود عيان نقل مصابين إلى المستشفى.
اتهامات متبادلة
اتهم الجيش الباكستاني المسلحين باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات داخل باكستان، مطالباً حكومة “طالبان” في كابل بمنع استخدام أراضيها في أنشطة إرهابية ضد باكستان.
تتهم إسلام آباد حركة “طالبان الأفغانية” بإيواء “طالبان الباكستانية” بدعم من الهند، الأمر الذي تنفيه كابل ونيودلهي.
تصاعد وتيرة العنف
صعدت الجماعة الباكستانية هجماتها على قوات الأمن الباكستانية منذ وصول حركة “طالبان الأفغانية” إلى السلطة في عام 2021، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة الحدودية.
دعا الجيش الباكستاني الحكومة الأفغانية المؤقتة إلى الوفاء بمسؤولياتها ومنع استخدام أراضيها لشن أنشطة إرهابية على باكستان.
إجراءات باكستانية
رفعت إسلام آباد لهجتها تجاه كابل وهددت بطرد المزيد من الأفغان بعد مقتل 12 جندياً باكستانياً في كمين نُصب لهم على الحدود مع أفغانستان.
أكد مسؤول محلي مقتل 12 من عناصر القوى الأمنية في هجوم بالأسلحة الثقيلة على قافلة للجيش وحرس الحدود، مضيفًا أن المهاجمين استولوا على أسلحة الموكب.
هجوم معقد
تبنت حركة “طالبان” الباكستانية هجوماً وصفته بـ “شديد التعقيد”، سمح بالاستيلاء على أسلحة رشاشة وطائرة مسيرة.
يعد هذا الهجوم أحد أكثر الهجمات دموية في إقليم خيبر بختونخوا، حيث كثفت حركة “طالبان” الباكستانية هجماتها على قوات الأمن والاعتداءات ضد المدنيين.
الوضع الحدودي
منذ عودة حركة “طالبان” إلى الحكم في كابل، زادت وتيرة أعمال العنف المنسوبة للجماعة الباكستانية في غرب البلاد.
تتّهم إسلام آباد أفغانستان بعدم طرد المسلحين الذين يستخدمون أراضيها لشن هجمات على باكستان، وهو ما تنفيه أفغانستان بشدة.
دعوة للتحرك
أكد الجيش الباكستاني تورط مواطنين أفغان في الهجمات، داعياً كابل إلى منع استخدام أراضيها لنشاطات إرهابية معادية لباكستان.
زار رئيس الوزراء شهباز شريف خيبر بختونخوا لحضور جنازات الجنود الذين قتلوا، وأكد على أهمية طرد الأفغان غير النظاميين في أسرع وقت ممكن.
تخوفات متزايدة
أفاد سكان مناطق عدة في ولاية خيبر بختونخوا عن ظهور شعارات لحركة “طالبان” مجدداً على الجدران، مما أثار مخاوف من العودة إلى سنوات العنف المتطرف.
قبل أيام، قُتل حارسا حدود باكستانيان في تبادل لإطلاق النار مع عناصر من الحركة، وأكد مسؤول محلي ازدياد عدد عناصر وهجمات “طالبان” الباكستانية في مناطق عدة من ولاية خيبر بختونخوا.
اتهامات بالدعم
قتل الجيش الباكستاني 30 مسلحاً حاولوا عبور الحدود من أفغانستان، بعد مقتل 16 جندياً في هجوم انتحاري، وينتمي المسلحون إلى حركة “طالبان” الباكستانية أو جماعات تابعة لها.
يتهم الجيش الباكستاني الهند بدعم المسلحين، في ظل تبادل الاتهامات بين الهند وباكستان بدعم جماعات مسلحة تنشط على أراضي البلدين.
حصيلة الضحايا
منذ بداية العام الحالي، قُتل نحو 460 شخصًا، معظمهم من عناصر قوات الأمن، في أعمال عنف نفذتها جماعات مسلّحة في ولاية خيبر بختونخوا وبلوشستان المجاورة.
شهدت باكستان في عام 2024 السنة الأعنف منذ نحو عقد، مع مقتل أكثر من 1600 شخص في أعمال العنف.