بدأ الجيش الإيراني استلام دبابات القتال الرئيسية “سليمان-402” التي تم تطويرها حديثاً، وذلك ضمن مشروع تحديث شامل لدبابات من طراز M60 المقدمة له من الولايات المتحدة في السبعينيات. تشكل هذه العملية خطوة مهمة نحو تعزيز القدرات العسكرية الإيرانية في مجال الدبابات.
تتميز دبابة “سليمان-402” بتغيير جذري عن الطراز الأصلي، حيث زودت بمحطة أسلحة جديدة يتم التحكم فيها عن بعد، بالإضافة إلى دروع مركبة محسنة وفاعلة. كما تم دمج مدفع أكبر بسعة 120 مم أو 125 مم، ليحل محل المدفع القديم عيار 105 ملم، وفقاً لما أوردته مجلة Military Watch.
المميزات التقنية
تشمل أنظمة التحكم في النيران في دبابة “سليمان-402” أجهزة استشعار متقدمة، وأجهزة كمبيوتر باليستية وقدرات رؤية ليلية محسنة. كما تم استبدال المحرك السابق بآخر أكثر قوة وكفاءة في استهلاك الوقود.
حالياً، يُعتبر أسطول الدبابات الإيراني من بين الأقل تطوراً وسط القوى العسكرية الكبرى. من بين أكثر من 1500 دبابة في الخدمة، يوجد أكثر من 1000 دبابة قديمة من طرازات M60 وM47/48 وChieftains وType 59 وChonmas.
بالرغم من شراء دببات T-90 الروسية الحديثة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلا أن هذه الدبابات تم التبرع بها لاحقاً للجيش السوري كمساعدة.
تاريخ الدبابات الإيرانية
توقع كثيرون سابقاً أن يتخلص الجيش الإيراني من دباباته الغربية القديمة في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ليتم استبدالها بأكثر من 1000 دبابة سوفييتية من طراز T-72. إلا أن تفكك الاتحاد السوفييتي والضغط الغربي على موسكو أدى إلى إلغاء الصفقة، مما جعل عدد الدبابات المنتجة أقل من 500 دبابة.
لا يُتوقع أن توفر “سليمان-402” القدرات المماثلة لتلك التي تمتلكها T-72 الحديثة أو لدبابة “كرار”، التي تُعتبر نسخة محلية لكن لم تُنتج على نطاق واسع.
خلال الحرب الإيرانية العراقية، أظهرت دبابات M60 وChieftain تفوقاً كبيراً على T-72، حيث نجحت كتيبة عراقية مزودة بـ T-72 في تحييد الدروع الإيرانية في اشتباكات متعددة دون أن تلحق بها أية خسائر.
التحديث والتطوير المستقبلي
على الرغم من كون M60 تعتمد على “مدفع مخدَّد”، إلا أن عدم فعالية الأسلحة الإيرانية مثل مدافع M68 وصواريخ TOW ضد الدبابات العراقية كانت ملحوظة في عدة اشتباكات.
يتوقع أن تسهم التحديثات في قدرة دبابة M60 إلى مستوى “سليمان-402” في تحسين دورها كدعم للجنود، رغم عدم قدرتها على مواجهة الدبابات الحديثة بشكل فعّال.
يُرجح أن يكون السبب وراء استثمار إيران في تحديث أسطول M60 هو قدرتها على صيانة وإنتاج قطع الغيار محلياً، مما يجنبها الاعتماد على الإمدادات الأجنبية. كما أن التكلفة والفوائد الاقتصادية المرتبطة بتحديث أسطولها العسكري تعد جذابة.
يُنظر إلى هذه الترقيات على أنها خطوة موازية للجهود المبذولة نحو شراء دبابات قتال رئيسية حديثة مثل VT-4 الصينية وChonma II الكورية الشمالية، والتي تمثل خيارات رئيسية لمطلباتها الجديدة.