فجر الأربعاء، شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق في البلدة القديمة بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، بمشاركة مكثفة من الجنود والآليات العسكرية، وفقًا لشهود عيان ومسؤولين فلسطينيين.
وأكد الجيش الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية تنفيذ العملية، دون الإفصاح عن الأهداف المحددة.
اقتحام واسع النطاق
بدأ الاقتحام في الساعة الثالثة فجرًا، حيث انتشر الجنود في جميع حارات البلدة القديمة، التي يقطنها نحو 30 ألف نسمة. تركزت العمليات العسكرية في حارة “الحبلة” بالجهة الشرقية للبلدة القديمة، حسبما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وصف محافظ نابلس، غسان دغلس، العملية بـ”العدوان الاستعراضي الذي لا مبرر له”.
تفتيش وتحويل المنازل
أفاد شهود عيان بقيام جنود الاحتلال بطرد مسن وزوجته من منزلهما في إحدى حارات البلدة القديمة.
أكد غسان حمدان، مدير الإغاثة الطبية في نابلس، أن “جنود الاحتلال يقومون بعمليات تفتيش للمنازل والمحال التجارية داخل البلدة القديمة، وتم تحويل بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية”.
استمرار العملية العسكرية
أبلغ الجانب الإسرائيلي السلطات الفلسطينية بأن العملية العسكرية ستستمر حتى الرابعة عصرًا بالتوقيت المحلي، وفقًا لمحافظ نابلس غسان دغلس.
أظهرت لقطات مصورة انتشارًا واسعًا للجنود المدججين بالأسلحة والآليات العسكرية في شوارع نابلس، مع تمركز قناصة على أسطح المباني.
اشتباكات وإدانات
اندلعت اشتباكات عنيفة عند المدخل الشرقي للبلدة القديمة، حيث رشق شبان فلسطينيون القوات الإسرائيلية بالحجارة، ورد الجنود بإطلاق الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية.
أدان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، التصعيد الإسرائيلي، محملاً الحكومة الإسرائيلية “مسؤوليته الكاملة”.
دعوة للتدخل الأمريكي
دعا أبو ردينة الإدارة الأمريكية إلى “تحمل مسؤولياتها والضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه السياسات الخطيرة”.
أكد الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل إصابتين بالرصاص الحي وخمس إصابات بالرصاص المطاطي وإصابة بشظايا رصاص، بالإضافة إلى عشرات حالات الاختناق.
نابلس وعملية “السور الحديدي”
تقع نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967، وتعد هدفًا رئيسيًا لعملية “السور الحديدي” التي أطلقتها إسرائيل في كانون الثاني الماضي، بزعم استهداف عناصر من الفصائل الفلسطينية.
شهدت البلدة القديمة في نابلس عدة عمليات اقتحام ومداهمات إسرائيلية، خاصة خلال عامي 2022 و2023، استهدفت بشكل أساسي مجموعة “عرين الأسود”.
مداهمة في رام الله
صادرت الشرطة الإسرائيلية نحو 1.5 مليون شيقل (447 ألف دولار) خلال مداهمة في رام الله، استهدفت محل صرافة بتهمة تحويل أموال إلى حركة “حماس”.
أسفرت المداهمة عن تسجيل 27 إصابة خلال مواجهات مع شبان فلسطينيين، وفقًا للهلال الأحمر الفلسطيني.
تصاعد العنف بالضفة
تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية بشكل ملحوظ عقب اندلاع الحرب في غزة.
قتل ما لا يقل عن 972 فلسطينيًا، بينهم مقاتلون ومدنيون، برصاص الجنود الإسرائيليين أو المستوطنين في الضفة الغربية.
في الفترة نفسها، قُتل ما لا يقل عن 36 إسرائيليًا، بينهم مدنيون وجنود، في هجمات وعمليات عسكرية في الضفة الغربية، حسب مصادر إسرائيلية رسمية.