الأحد 5 يناير 2025
spot_img

الجيش الأوكراني.. من الحقبة السوفيتية إلى الغربية

خلال ثلاث سنوات من النزاع مع روسيا، شهد الجيش الأوكراني تحولاً جذرياً، حيث اعتمد على التكنولوجيا الغربية وتعزيزات جديدة لتعزيز قدراته العسكرية. بعد الغزو الروسي الأول، تطور الجيش الأوكراني من قوة تقليدية تابعة للحقبة السوفيتية إلى قوة حديثة ومؤهلة لمواجهة التحديات المعاصرة، وفق لما ذكرته نيويورك تايمز الأميركية.

تطور القدرات الجوية

مع بداية عام 2023، تمكنت أوكرانيا من الحصول على عدد من طائرات Mig-29 المقاتلة من سلوفاكيا وبولندا. وفي خطوة تاريخية، حصلت كييف على طائرات F-16 الأميركية الصنع في أغسطس، ما اعتُبر أكبر التزامات المساعدات الجوية في الحرب.

تأتي طائرات F-16، التي قدمتها دول مثل الدنمارك وهولندا وبلجيكا والنرويج، مع متطلبات تدريب كبيرة للطيارين والطاقم الفني، إلى جانب تحسينات على البنية التحتية. رغم خسارة واحدة من هذه الطائرات، يعكس الخبراء أهمية طائرات F-16 في تحديث سلاح الجو الأوكراني، لتقربه من معايير حلف شمال الأطلسي.

أسلحة متطورة

استقبل حلفاء أوكرانيا مجموعة متنوعة من المعدات العسكرية الجديدة خلال النزاع، بما في ذلك أنظمة الصواريخ “أتاكمس” من الولايات المتحدة، المخصصة لاستهداف المواقع البعيدة. وهذا ما أكدته الموافقة الأخيرة للرئيس الأميركي جو بايدن على استخدامها في عمق الأراضي الروسية.

ذكرت الوثائق الرسمية أن الولايات المتحدة قدمت أكثر من 40 نظاماً صاروخياً هيمارس لأوكرانيا، بالإضافة إلى الذخيرة الخاصة بها. كما استخدمت أوكرانيا صواريخ “ستورم شادو” التي زودتها بريطانيا وفرنسا، والتي تُطلق من طائرات F-16.

التكنولوجيا المحلية

بالإضافة لتوريدات الحلفاء، عملت أوكرانيا على تطوير أسلحة محلية تتخطى القيود المفروضة من قبل داعميها. من بين هذه الابتكارات، زودت أوكرانيا جيشها بطائرات بدون طيار هجومية. وتستهدف هذه الطائرات، المدى قابلها لمئات الكيلومترات، المواقع الحيوية في عمق الأراضي الروسية.

ووفقاً لصامويل بينديت، من منظمة CNA، أصبحت هذه الطائرات بدون طيار غير مكلفة نسبيًا مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب، حيث تم استخدامها بشكل فعال على الخطوط الأمامية ونتيجة لذلك، أصبح القتال بالأسلحة غير المأهولة يشهد تطوراً ملحوظًا.

الابتكارات الصاروخية

تعتمد أوكرانيا بشكل متزايد على صواريخ نبتون المضادة للسفن، ويُنسب إليها إغراق السفينة “موسفكا” البارزة. وفي أغسطس، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عن اختبار ناجح لصاروخ باليستي محلي، يُعتقد أن مداه يزيد قليلاً عن 300 ميل، ما يعزز من قدرة أوكرانيا على استهداف مواقع رئيسية.

كما طورت كييف سلاحاً جديداً يطلق عليه “باليانيتسيا”، بالإضافة إلى مدفع هاوتزر يحمل اسم “بوهدانا”، ما يُظهر التطور المستمر للقدرات العسكرية الأوكرانية.

تعزيز الدفاع الجوي

تسعى كييف إلى تعزيز أنظمة الدفاع الجوي باستمرار لمواجهة التهديدات الجوية الروسية. ومنذ بداية النزاع، استقبلت أوكرانيا مساعدات متقدمة تشمل صواريخ باتريوت الأميركية وأنظمة الدفاع القصير المدى Iris-T وSAMP/T.

وصل إجمالي المساعدات الأميركية إلى ثلاث بطاريات باتريوت و12 نظاماً صاروخياً متقدماً و3000 صاروخ ستينجر، مما يعكس التزام الولايات المتحدة بدعم الدفاع الجوي الأوكراني ضد الأنشطة العدائية الروسية.

الدبابات والمركبات المدرعة

على صعيد الدبابات، حصلت أوكرانيا على مجموعة من المركبات المدرعة من حلفائها، بما في ذلك 31 دبابة أبرامز من الولايات المتحدة و45 دبابة T-72B. تم تعزيز القوات أيضاً بمركبات قتالية من طراز Bradly وChallenger-2، بالإضافة إلى دبابات ليوبارد المرسلة من عدة دول، مما يعد تحولاً استراتيجياً في تشكيل الجيش.

إلى جانب هذه المعدات، تم تعزيز أوكرانيا بتكتيكات عسكرية حديثة، مما عزز عمليات التنسيق والفعالية في تنفيذ المهام، وتؤكد كييف على ضرورة مواصلة التطوير والتحديث ضمن معايير حلف شمال الأطلسي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك