يستعد الجيش الأميركي لنشر أول بطارية صواريخ فرط صوتية بحلول الربع الثالث من السنة المالية 2025، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن مكتب المحاسبة الحكومية يتناول تقييم منظومة الأسلحة. يشمل هذا الصاروخ، المعروف باسم **Dark Eagle**، نظاماً يُطلق من الأرض، صُمم خصيصاً لاستهداف الأعداء بعيداً وأهدافاً استراتيجية ذات أهمية كبيرة.
نظام Dark Eagle
يعمل **Dark Eagle** باستخدام هيكل انزلاقي فرط صوتي مدعوماً بمعزز صاروخي ثنائي المراحل، طوّرته البحرية الأميركية. تعتبر الأسلحة الفرط صوتية من الأنظمة المتقدمة، حيث تنطلق بسرعات تتجاوز 5 ماخ، ودأب الجيش الأميركي على تطويرها منذ مطلع القرن الواحد والعشرين.
ومع ذلك، لم تُترجم جهود نشر الصواريخ الفرط صوتية إلى واقع ملموس، حيث التركيز خلال السنوات الماضية كان على متطلبات أمنية أخرى بينما باتت الحاجة لهذه الأسلحة ملحة مع انتشارها من قبل كل من الصين وروسيا في السنوات الأخيرة.
التهديدات الحالية
وأفادت مجلة **The National Interest** بأن خصوم الولايات المتحدة، مثل روسيا والصين، يمتلكون حالياً أنظمة فرط صوتية فعالة، حيث تم استخدام بعضها بالفعل في النزاع في أوكرانيا. هذه الأنظمة، التي بدأ الروس في تطويرها منذ الثمانينيات، قد أثبتت كفاءة عالية في التصدي للأهداف.
فقد استخدمت روسيا صاروخ **Kinzhal**، وهو صاروخ باليستي مناور يُطلق جواً ضد القوات الأوكرانية، وتسعى لتجهيز صاروخها **Oreshnik** للعمليات القتالية. كما تحتفظ روسيا ببرامج أخرى قيد التطوير، مثل مركبة **Avangard** الانزلاقية فرط الصوتية وصاروخ **Tsirkon** كروز فرط صوتي.
التسليح الصيني
وفي السياق نفسه، يكشف تقرير دائرة أبحاث الكونغرس عن نجاح أربعة برامج صينية في اختبار أو نشر أسلحة فرط صوتية، ومن بينها **DF-17** و**DF-41**، بالإضافة إلى مركبة الانزلاق **DF-ZF** والنموذج الأولي للمركبة النووية فرط الصوتية **Starry Sky 2**.
تسعى الولايات المتحدة الآن لتطوير ونشر أسلحة فرط صوتية في المدى القريب، استجابة للقلق المتزايد من القدرات العسكرية لكل من روسيا والصين، حيث تم تخصيص ميزانية ضخمة لذلك. فقد رصد مشروع ميزانية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لعام 2026 نحو 6.5 مليار دولار لصالح الذخائر التقليدية والفرط صوتية، و3.9 مليار دولار للأبحاث المتعلقة بأسلحة فائقة السرعة.
برامج التمويل الجديدة
باستثمار هذه الأموال، يهدف الجيش الأميركي ليس فقط لدعم برنامج **Dark Eagle**، بل أيضاً لإعادة تنشيط سلاح الرد السريع المُطلق جواً **ARRW**، الذي عُلق في عام 2023 بعد خمس سنوات من التطوير. رغم التحديات التي واجهها، يُظهر البرنامج نتائج واعدة تسعى القوات الجوية الأميركية للاستفادة منها.
أكد رئيس أركان القوات الجوية الأميرية، ديفيد ألفين، أن برنامجه يتضمن جدولاً زمنياً لطلب ميزانية تصل إلى 387.1 مليار دولار لدعم مشروع **ARRW**. بالإضافة إلى ذلك، تُعمل القوات الجوية على تطوير صواريخ كروز هجومية فرط صوتية، ستُطلق من مقاتلات مثل **F-15** و**F-35**، ما يعزز من قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ عمليات هجومية دقيقة وسريعة.
موعد النشر المتوقع
يتطلع الجيش الأميركي لنشر صاروخ **Dark Eagle** في الموعد المحدد، وإن كان ذلك يتأخر 18 شهراً عن الخطط الأصلية. تجارب الطيران المنجزة بنجاح، بما في ذلك عمليات الإطلاق، تتبع مساراً إيجابياً نحو تفعيل البطارية الثانية المؤلفة من 8 صواريخ بحلول الربع الأخير من السنة المالية 2026.
مع هذه التطورات المتنامية، يُعتبر إعادة تنشيط برنامج **ARRW** وتمويل الأنشطة البحرية خطوة واعدة. بعد سنوات من عدم اليقين، يبدو أن الإدارة والبنتاجون قد أدركوا الفجوة الكبيرة في القدرات الهجومية الأميركية.