الجمعة 12 سبتمبر 2025
spot_img

الجوع يقتل مسناً وسط نازحي حجة وتفاقم المأساة

spot_img

في مخيم المهربة للنازحين بمحافظة حجة شمال غربي اليمن، فارق مسن الحياة الأسبوع الماضي بسبب الجوع ونقص الرعاية الطبية. تأتي هذه الوفاة وسط اتهامات للجماعة الحوثية بالتسبب في تفاقم الأوضاع الإنسانية وتقليص المساعدات.

تفاقم المأساة الإنسانية

أكدت مصادر حقوقية في حجة أن وفاة المسن نتيجة سوء التغذية الحاد وعدم توفر العلاج اللازم، يعكس عمق الأزمة الإنسانية واحتمال وقوع كارثة تهدد آلاف الأسر النازحة. يذكر أن هذه الحادثة تأتي بعد أيام من وفاة طفلين وامرأة مسنة في المحافظة ذاتها.

تُواجه الجماعة الحوثية اتهامات بالتغاضي عن معاناة السكان والنازحين، فضلاً عن نهب المساعدات والتضييق على المنظمات الأممية العاملة في المجال الإنساني. هذا التضييق يأتي بالتزامن مع تقليص الدعم المالي وتوقف العديد من برامج المساعدة.

غضب واستياء واسع

أثارت حادثة الوفاة الأخيرة موجة غضب واستياء في أوساط السكان والناشطين في حجة. وأشار عدد منهم إلى أن استمرار هذا الوضع “البائس” يكشف الوجه الحقيقي للحوثيين الذين يتاجرون بمعاناة المدنيين والنازحين في المحافظة وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

سبق وأن أطلق ناشطون حقوقيون في حجة نداءات استغاثة للتحذير من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة آلاف النازحين في مديرية عبس، خاصة فيما يتعلق بالغذاء والصحة والخدمات الأساسية.

مسؤولية الحوثيين

حمّل ناشطون وعاملون في مجال الإغاثة الجماعة الحوثية مسؤولية تدهور أوضاع النازحين في عبس. وأشاروا إلى استمرار قادة ومشرفين حوثيين في مصادرة كميات كبيرة من المساعدات المقدمة للنازحين في فترات سابقة.

يعيش عشرات الآلاف من النازحين في مخيمات حجة وغيرها أوضاعاً مأساوية تتفاقم يومياً بسبب الحرب وانعدام الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.

تحذيرات أممية

تتزامن هذه المعاناة مع تحذيرات أممية متزايدة من تفشي “مجاعة حقيقية” تهدد حياة عشرات الآلاف من النازحين في حجة، وذلك في ظل تراجع المساعدات الإنسانية بسبب نقص التمويل.

أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) في تقرير له بأن الوضع في مديرية عبس “حرج” ويتسم بأزمات متداخلة. وأشار التقرير إلى أن الجوع يتفاقم حيث يواجه أكثر من 41 ألف شخص خطر المجاعة بسبب تدهور الأراضي والصدمات المناخية ونقص المساعدات.

تدهور الأوضاع

أوضح التقرير أن عبس، التي تستضيف ثاني أكبر عدد من النازحين في اليمن (80% منهم نساء وأطفال)، تمثل شاهداً على المعاناة الإنسانية في البلاد. وأشار إلى أن الانخفاض الكبير في المساعدات الإنسانية يضاعف أزمة هي في الأصل كارثية.

بسبب هذا الانخفاض في المساعدات، تلجأ معظم الأسر النازحة إلى استراتيجيات تكيف قاسية، مثل تقليل الوجبات اليومية، والاقتراض، أو بيع الممتلكات لشراء الطعام.

انهيار النظام الصحي

أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن عشرات الآلاف من النازحين يواجهون صعوبات يومية هائلة ويعيشون معاناة مستمرة، حيث لا يحصلون على الغذاء الكافي أو الخدمات الأساسية. ويشكل كل يوم بالنسبة لهم صراعاً يائساً ضد الجوع.

أشار الصندوق الأممي إلى فقدان نحو 220 ألف نازح في عبس إمكانية الحصول على إغاثة طارئة منذ مارس الماضي بسبب الخفض الحاد في التمويل. وأكد أن النظام الصحي في المديرية على حافة الانهيار ويعمل بنسبة 25% فقط من طاقته، حيث تُعد العيادات المتنقلة المصدر الوحيد للرعاية في كثير من الأحيان.

دعا صندوق الأمم المتحدة للسكان المانحين والشركاء إلى زيادة الدعم لتوفير الغذاء والصحة والتعليم والأمان للنازحين، مؤكداً أنه بدون تدخل فوري، ستظل حياتهم وآمالهم مهددة بشكل مأساوي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك