أعلن محامي اللاعب الدولي الجزائري، يوسف عطال، اليوم، عن استئنافه “إدانته بالسجن مع وقف التنفيذ” في فرنسا، على خلفية نشره لفيديو تضامن فيه مع أهل غزة ضد العدوان الغاشم على القطاع الفلسطيني المحاصر، وجاء الإعلان في الوقت الذي يستعد فيه النجم الجزائري للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية في كوت ديفوار، والتي ستنطلق يوم السبت المقبل 13 يناير وتستمر حتى 11 فبراير القادم.
يوسف عطال في فرنسا بلد الحرية!
وأدين اللاعب الجزائري يوسف عطال -البالغ من العمر 27 عامًا، والذي يلعب حالياً في مركز دفاع نادي نيس الفرنسي-، بتهمة التحريض على الكراهية على أساس الدين، وقد حكم عليه بالسجن لمدة ثمانية أشهر مع وقف التنفيذ، إضافة إلى غرامة مالية قدرها 45 ألف يورو.
وصدر الحكم في الثالث من يناير الجاري، مما دفع محامي النجم الجزائري إلى استئناف القرار مباشرة بعد النطق به، وفي تصريح صحفي، أكد المحامي “أنطوان فاي” أن عطال نشر الفيديو كرسالة دعم للفلسطينيين في غزة، مشيرًا إلى أن هذا التصرف يعبر عن رغبته في التضامن مع القضية الفلسطينية، وأن هذا الفعل لا يعد استفزازًا وحده بل هو جزء من حملة تضامن عريضة، قائلا: “بعث برسالة دعم للفلسطينيين في غزة.. بالنسبة له، هذا هو السلام، وهو ليس الوحيد”.
واعتبرت لائحة الاتهام الصادرة عن نائبة المدعي العام في فرنسا أن الفيديو لا يحمل أي محتوى يرتبط بالسلام، وأن عقوبة السجن مع وقف التنفيذ يمكن أن تكون “عقوبة تحذيرية” تهدف إلى توجيه رسالة قوية للمتهم حتى يكون حذراً في المستقبل.
وجاء ذلك رغم تأكيد “عطال” على عدم مشاهدته للمقطع بأكمله، وأنه قام بإعادة نشره دون التحقق من محتواه بشكل كامل، وأنه نشر الفيديو كرد فعل لدعم للفلسطينيين في غزة، دون دراية بالمحتوى الكامل للتسجيل، وفي محاولة للتبرؤ من الاتهامات، أكد أن تصرفه كان جزءًا من حملة تضامن أوسع.
طوفان الأقصى.. بداية القصة
يُشار إلى أن عطال شارك مقطع فيديو للداعية محمود الحسنات على صفحته الرسمية على موقع انستجرام، وجاء نشر الفيديو بعد 5 أيام من عملية “طوفان الأقصى” التي اندلعت في أكتوبر الماضي، وتعالت الأصوات والانتقادات ضده في باريس، خاصة من قبل رئيس بلدية نيس وآخرين ممن اعتبروا أن الفيديو يحمل تصريحات معادية للسامية وتحرض على العنف.
وقرر نادي نيس في 18 أكتوبر الماضي إيقاف “عطال” حتى إشعار آخر، عقب نشره للفيديو، وعلى الرغم من اعتذاره وحذفه للمنشور، إلا أن العقوبات لم تتوقف، حيث قررت اللجنة التأديبية التابعة لرابطة الدوري الفرنسي توقيفه لسبع مباريات في 26 أكتوبر الماضي.
وفي 16 أكتوبر تم فتح تحقيق بعد إخطار النيابة العامة من قبل بلدية نيس بتهمتي “الدفاع عن الإرهاب” و”التحريض على الكراهية أو العنف على أساس دين معين”، وفي نوفمبر، أُوقفته الشرطة الفرنسية احتياطياً قبل أن تتم احالته إلى مكتب النيابة العامة ويُستدعى إلى المحكمة الجنائية في نيس.
ووضع اللاعب تحت مراقبة قضائية بكفالة قدرها 80 ألف يورو، مع منعه من مغادرة الأراضي الفرنسية، باستثناء الحالات المرتبطة بنشاطه كلاعب كرة قدم محترف، وهو الأمر الذي أثر بشكل ملحوظ على مشاركته في مباريات منتخب بلاده، حيث تمكن من المشاركة في ثلاث مباريات فقط منذ نشره لمقطع الفيديو الذي تضامن فيه مع أهالي فلسطين.
تضامن جزائري وعربي
وتضامنت الجماهير العربية وعدد من اللاعبين الجزائريين والعرب مع “عطال” والذي واجه إجراءات قضائية وتأديبية وصفت بغير المتناسبة مع قضية يواجه فيها الفلسطينيون عدوانا غاشما، وعبرت الجماهير عن أنه كان من الأولى توجي اللوم والاتهام إلى المعتدى في هذا الصراع.
رياض محرز، النجم الجزائري، نشر منشورًا على إنستغرام عبّر فيه عن دعمه ليوسف عطال في هذه المحنة، مؤكدًا أنهم جميعًا يقفون خلفه، من جهته، أعرب لاعب كرة القدم الجزائري سفيان فيغولي عن تضامنه ودعمه لعطال، مشيرًا إلى أن العدالة يجب أن تتركز على الأشخاص الذين يروّجون للكراهية.
من ناحية أخرى، تسائل اللاعب المصري السابق أحمد شوبير حول مدى الديمقراطية وحرية الرأي في قضية عطال، وفي سياق مماثل، دعا الإعلامي الرياضي عبد الله العلي إلى الوقوف مع اللاعب الجزائري في هذا الظرف العصيب الذي تجاوز إطار الأحداث الرياضية.
من هو الاعب يوسف عطال؟
و”يوسف عطال” هو لاعب كرة القدم الجزائري، وُلد في عام 1996، ويلعب حاليًا في مركز الدفاع ويمثل نادي نيس في الدوري الفرنسي، بدأ مسيرته على الساحة المحلية مع نادي بارادو الجزائري، وقاد فريق بارادو لتحقيق بطولة الرابطة الجزائرية المحترفة الثانية لكرة القدم في عام 2016.
ويعتبر عطال واحدا من أبرز نجوم كرة القدم في الجزائر، وتألق مع المنتخب الجزائري في عدة بطولات دولية، من بينها كأس الأمم الأفريقية في عام 2019.