تداعيات خطيرة للأوضاع في غزة تهدد الأمن الإقليمي والدولي، هذا ما أكده جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، مشدداً على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقف فوري لإطلاق النار
جاءت تصريحات البديوي خلال الاجتماع الوزاري للشراكة الاستراتيجية الخليجية – الأميركية، المنعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
الاجتماع ناقش سبل تعزيز التعاون والقضايا الإقليمية والدولية المشتركة، وعلى رأسها الأوضاع المأساوية في قطاع غزة المحاصر.
تسوية عادلة وشاملة
البديوي شدد على أهمية التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
الأمين العام أكد أن الاجتماع يعكس شراكة تاريخية تهدف إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي، مشدداً على أنها ضرورة استراتيجية للجميع.
اعتداء على الدوحة
وفي سياق آخر، أشار البديوي إلى “اعتداء غاشم” قامت به إسرائيل على الدوحة، معتبراً ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وسيادة دولة قطر.
وأكد أن أمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ، وأن أي اعتداء على أي منها هو استهداف للمجلس بأكمله.
سوريا ولبنان: الأمن والاستقرار
في الشأن السوري، شدد البديوي على أهمية احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، ورفض التدخلات الأجنبية، مؤكداً أن أمنها واستقرارها ركيزة أساسية لأمن المنطقة. كما أدان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.
أما فيما يتعلق بلبنان، فأكد البديوي على موقف مجلس التعاون الثابت في دعم سيادته وأمنه واستقراره، وأهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية لتحقيق تطلعات الشعب اللبناني.
حماية الممرات المائية
الأمين العام شدد على أهمية الحفاظ على الأمن البحري والممرات المائية في المنطقة، والتصدي للأنشطة التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
ويشمل ذلك استهداف السفن التجارية وتهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية والمنشآت النفطية في دول المجلس.
تبادل تجاري واستثمارات ضخمة
بالعودة إلى الشراكة الخليجية الأميركية، أوضح البديوي أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين تجاوز 120 مليار دولار خلال عام 2024، مدعوماً باستثمارات خليجية هائلة في الاقتصاد الأميركي تقدر بتريليونات الدولارات.
ويقابل ذلك حضور متنامٍ لرؤوس الأموال الأميركية في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية بدول المجلس.
التبادل الثقافي والتعليمي
العلاقات بين الجانبين تمتد لتشمل برامج التعليم والتبادل الثقافي، حيث يدرس عشرات الآلاف من الطلبة الخليجيين في الجامعات الأميركية، وتخرج مئات الآلاف منهم على مر العقود الستة الماضية.
وأعرب البديوي عن أمله في استمرار تدفق الطلبة الخليجيين إلى هذه المؤسسات الأكاديمية دون أي معوقات قنصلية أو إجرائية.