أثارت صفقة طائرات إف-35 المقاتلة في التشيك وألمانيا جدلًا أوروبيًا حول تبعية التكنولوجيا العسكرية للولايات المتحدة، وسط مخاوف من تداعيات التقلبات السياسية الأميركية على أمن حلفاء الناتو. أعلنت وزارة الدفاع التشيكية توقيع أكبر صفقة عسكرية في تاريخ البلاد بقيمة 6.6 مليار دولار لشراء 24 طائرة من الجيل الخامس، بينما تدرس برلين مخاطر محتملة لصفقتها البالغة 8.7 مليار دولار.
تفاصيل الصفقة التشيكية
أبرمت التشيك اتفاقية حكومية مع واشنطن في يناير 2024 عبر برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية، تتضمن توريد الطائرات بدءًا من 2031، مع دعم لوجستي وتدريبي كامل. تهدف البلاد لاستبدال أسطولها الحالي من طائرات “جريبن” السويدية المستأجرة، تماشيًا مع متطلبات الناتو الدفاعية لما بعد 2040.
المخاوف الألمانية
أثار تقرير في صحيفة “بيلد” الألمانية مخاوف من إمكانية تعطيل الولايات المتحدة للطائرات عن بُعد عبر “مفتاح إيقاف” إلكتروني، خاصة في ظل احتمالية عودة ترامب للبيت الأبيض. جاءت الصفقة الألمانية البالغة 35 طائرة لتحل محل أسطول “تورنادو” العتيق، وتدعم مهام الناتو النووية.
الرد التشيكي على المخاوف
نفت وزارة الدفاع التشيكية وجود أنظمة تحكم عن بُعد في الطائرات، لكنها أقرت بإمكانية تقييد الوصول للتحديثات البرمجية. أكد متحدث الوزارة: “لا ن anticipate تعطيل المعدات عمدًا”، مشيرًا إلى أن مثل هذه الإجراءات تضر بمصالح واشنطن الاستراتيجية.
التحديات التقنية والسياسية
تمتلك طائرات إف-35 قدرات تخفي متطورة لمجابهة أنظمة الدفاع الجوي الروسية، لكن اعتمادها على التحديثات البرمجية الأميركية يثير تساؤلات حول السيادة التقنية. بدأت التشيك بالفعل في تدريب الطواقم وتطوير البنية التحتية استعدادًا لاستلام الطلعات الأولى، بينما تواصل ألمانيا التخطيط لدمج الطائرات في هيكلها الدفاعي.
آفاق التعاون الإقليمي
تخطط القوات الجوية الألمانية والتشيكية لتمارين مشتركة خلال الأعوام المقبلة، في إطار تعزيز التعاون العسكري الإقليمي. مع استمرار الجدل، تؤكد الدولتان التزامهما بخطتهما الزمنية: وصول الطلعات الألمانية عام 2026، واكتمال النشر التشيكي بحلول 2035.