الخميس 4 ديسمبر 2025
spot_img

البنتاجون يطلق طائرة مسيرة انتحارية جديدة في الشرق الأوسط

spot_img

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) عن نشر طائرة مسيرة انتحارية جديدة في منطقة الشرق الأوسط، تأتي كمحاكاة لنموذج إيراني معروف، في خطوة تعكس تغييراً في استراتيجيات واشنطن العسكرية.

نموذج إيراني مُعدل

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال“، استمدت هذه الخطوة تكتيكها من الاستراتيجيات الإيرانية في انتشال طائرات أميركية مُسقطة، مثل طائرة RQ-170 Sentinel، لتصنيع نسخ محلية تعتمد على تلك النماذج.

يعد هذا التحرك جزءاً من مبادرة وزير الدفاع بيت هيجسيث المعروفة بـ”الهيمنة في الطائرات المسيرة”، والتي تهدف إلى تعزيز أعداد الطائرات الهجومية الرخيصة القابلة للاستخدام السريع.

قوة سكوربيون سترايك

في هذا الإطار، أعلن البنتاجون عن تشكيل “سكوربيون سترايك” (Task Force Scorpion Strike)، وهي وحدة تضم أنظمة غير مأهولة منخفضة التكلفة طورتها شركة “SpektreWorks” الأميركية. ويعد هذا السرب الأول من نوعه الذي يتم نشره في الشرق الأوسط.

تم تصميم النظام عبر إعادة هندسة الطائرة الإيرانية “شاهد 136″، التي استخدمتها إيران في عمليات ضد القوات الأميركية والسفن التجارية، كما استغلتها روسيا في الهجمات على الأهداف الأوكرانية، وفقاً للصحيفة.

ذكاء اصطناعي وفعالية عالية

تأتي هذه الخطوة بعد نحو عامين على مقتل ثلاثة جنود أميركيين نتيجة هجوم بطائرة مسيرة إيرانية على موقع أميركي في شمال شرق الأردن، المعروف باسم “البرج 22”.

وتشير هذه الخطوة إلى تحول البنتاجون نحو اعتماد أنظمة أقل تعقيداً وأقل تكلفة، في منطقة تعتبر فيها الأنظمة البدائية فعالة ضد القوات الأميركية.

مبادرة هيمنة الطائرات

أطلق هيجسيث مبادرة “الهيمنة في الطائرات المسيرة” في يوليو، التي تهدف إلى تعزيز مخزون الجيش من الطائرات الهجومية الصغيرة من خلال تقليص الإجراءات البيروقراطية وزيادة دعم التصنيع الأميركي.

يتطلع البرنامج إلى تزويد كل وحدة عسكرية بطائرات انتحارية صغيرة بحلول نهاية السنة المالية 2026.

تكلفة فعّالة

تبلغ كلفة الطائرة المسيرة FLM 136، المعروفة أيضاً بـ”لوكاس”، حوالي 35 ألف دولار، وفقاً للمتحدث باسم القيادة المركزية تيم هوكينز. بينما تتجاوز تكلفة طائرة MQ-9 Reaper 16 مليون دولار، مما يجعل الطائرات الانتحارية خياراً أكثر كفاءة من حيث التكلفة.

تعتبر الطائرات الانتحارية أقل تكلفة بكثير من الصواريخ المستخدمة لإسقاطها، مما يزيد من فعالية الاستخدام في المعارك.

توجهات مستقبلية

تشير كايتلين لي، الخبيرة في شؤون الطائرات المسيرة، إلى أن خصوم الولايات المتحدة مثل الصين قد نجحوا في استنساخ تصميمات الطائرات الأميركية، لكن التقنيات المتطورة تظل تحدياً كبيراً. ومع ذلك، فإن توافر المكونات الإلكترونية جعل إعادة هندسة الطائرات الصغيرة أسهل.

كما جرى حديث في الجيش الأميركي عن إعادة هندسة أنظمة تحاكي أسلحة العدو، مما يفتح آفاقاً جديدة للتكنولوجيا العسكرية.

نظرة شاملة على التطورات

تأتي هذه الخطوة بعد أقل من ثلاثة أشهر على إعلان القيادة المركزية عن إنشاء “قوة الانتشار السريع المشتركة” للإسراع في تطوير التقنيات الجديدة، مع هدف استراتيجي لتقديم قدرات جديدة كل 60 يوماً.

وتسعى هذه القوة لتعويض خسائر الطائرات المعقدة بنظم أرخص، في إطار الاستجابة للتحديات العسكرية المتنامية وتطورات التكنولوجيا.

اقرأ أيضا

اخترنا لك