أكد رئيس “مجلس السيادة” وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، أنه طلب من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المساعدة في إنهاء الحرب في بلاده، مشيراً إلى أن العلاقات بين السودان وتركيا تُعدّ “استراتيجية”.
جاء ذلك خلال لقائه مع الجالية السودانية في مقر السفارة بالعاصمة التركية أنقرة، حيث أوضح البرهان: “طلبنا من الرئيس التركي التدخل لمساعدتنا لحل المشكلة السودانية، وقد رحب بهذا الطلب”، مضيفاً: “لدينا ثقة بأنه سيسعى لإيجاد حل يرضي الشعب السوداني”.
وكان البرهان قد بدأ زيارة إلى تركيا يوم الخميس، حيث ناقش مع إردوغان آخر التطورات في السودان و”التعاون الدفاعي” بين البلدين في مجالات عدة.
انتقادات لاعتراف إسرائيل
من ناحية أخرى، انتقد البرهان اعتراف إسرائيل باستقلال “أرض الصومال”، كما أدان الدعوات إلى انفصال جنوب اليمن، مؤكداً أن تلك الدعوات “لا تعزز الاستقرار في المنطقة”. وحث الدول على اتخاذ موقف موحد ضد أي مطالب بالانفصال داخل دول المنطقة.
وأوضح البرهان أن أي جهة تدعم هذه الأفكار سترتد عليها النتائج، مشيراً إلى أن: “الأمر لن يتوقف عند الصومال أو اليمن، بل سينتقل إلى معظم دول الإقليم”.
وعبر البرهان عن ثقته في قادة السعودية والولايات المتحدة ومصر للمساعدة في تحقيق الاستقرار في السودان. ووجه حديثه إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلاً: “إذا أردت أن تكون رجل السلام، فعليك أن تنظر إلى القضية السودانية من وجهة نظر السودانيين، وإنك تستطيع ذلك”.
أهمية الوحدة
شدد البرهان على أهمية تحقيق وحدة الصف، قائلاً: “رغبتنا وإرادتنا وتوحدنا هو ما سيصنع الحل”، معتبراً أن أي مبادرات خارجية لن تنجح ما لم تكن نابعة من الشعب السوداني. كما جدد رفضه لأي حل لا يشمل تفكيك “قوات الدعم السريع” ونزع سلاحها.
وتحدث البرهان عن وجود حشود عسكرية كبيرة دون أن يحدد أماكنها، مؤكداً أن أي جهة تظن أن الدولة السودانية “ضعيفة” يجب أن تعيد حساباتها.
وأضاف: “أتابع العمليات العسكرية يومياً وأعرف موقف المتمردين، ولدي ثقة في قدرات جيشنا على حسم المعركة”.
مبادرات الهدنة
وفيما يخص مبادرة “الآلية الرباعية”، أشار البرهان إلى تقديم أربعة مقترحات متعلقة بالهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار، كان آخرها ورقة تم تقديمها في الأسبوع الماضي.
أكد البرهان على ضرورة انسحاب “قوات الدعم السريع” من المناطق المهيمنة عليها وتجميعها في معسكرات محددة سابقاً، مبرزاً تصميم الجيش السوداني والقوات المساندة على إنهاء التمرد.
كما أعرب عن رغبته في أن تتوقف الحرب ليعود السودانيون إلى مدنهم، محذراً من أن ذلك لن يحدث في وجود “الدعم السريع” ومن يقف خلفها. وذكر: “ليس بالضرورة أن تنتهي الحرب عن طريق القتال، فيمكن أن تنتهي بتسليم قوات الدعم السريع سلاحها”.
علاقات مع روسيا والصين
عند الحديث عن علاقات السودان مع روسيا والصين، وصفهما البرهان بأنهما “دولتان صديقتان”، معرباً عن رغبته في تعزيز تحالفات مشتركة تدعم العلاقات الثنائية.
تحدث البرهان أيضاً عن المبادرة التي اقترحها رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إلى مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أنها تتماشى مع خريطة الطريق السابقة المقدمة للأمم المتحدة.
خطوات لاحقة
تستند مبادرة إدريس إلى مرجعيات تشمل قرارات مجلس الأمن وإعلان منبر جدة الموقع في مايو 2023. وتهدف المبادرة إلى انسحاب قوات الدعم السريع من كافة المناطق الخاضعة لسيطرتها، بالتزامن مع وقف إطلاق النار تحت إشراف مشترك من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.
أضاف البرهان أن مجلس الأمن والدفاع سيعقد اجتماعات في الأيام المقبلة للاتفاق على آليات تنفيذ المبادرة على الأرض، مشدداً على أن الأبواب مفتوحة أمام أي سوداني يرغب في المشاركة في الحوار السوداني-السوداني.
العودة إلى الخرطوم
في سياق متصل، أكدت وزيرة شؤون مجلس الوزراء السودانية لمياء عبد الغفار أن رئيس الوزراء إدريس سيبدأ مهامه من العاصمة الخرطوم خلال الأيام القليلة المقبلة.
انتقلت الحكومة للعمل من مدينة بورتسودان عقب اندلاع الحرب مع قوات “الدعم السريع” في أبريل 2023، وسط صراع على السلطة.
وأوضح تقرير “وكالة الأنباء السودانية” أن الوزيرة اطلعت خلال زيارة إلى الخرطوم على الترتيبات اللازمة لاستئناف الوزارات عملها، مؤكدة تقديم الدعم الكامل لحكومة الولاية لاستكمال الخدمات الأساسية.
كما زار والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، الوزيرة ليعطيها لمحة عن استعدادات العودة، مشدداً على العمل المستمر لضمان العودة الكاملة للمواطنين والحكومة.


