الأربعاء 13 أغسطس 2025
spot_img

البرهان وبولس يبحثان في سويسرا مقترحاً أميركياً لوقف نار السودان

spot_img

في تطور لافت، تتصاعد الدعوات السياسية في السودان نحو حل سلمي ينهي الحرب الدائرة، وذلك على خلفية تسريبات حول اجتماع سري جمع بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ومسؤول أمريكي رفيع المستوى في سويسرا. الاجتماع تناول مقترحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار الشامل وإيصال المساعدات الإنسانية.

في سياق متصل، نجا قائد “قوات درع السودان” الموالية للجيش من هجوم بطائرات مسيَّرة في بلدة تمبول بولاية الجزيرة، ما أسفر عن سقوط ضحايا وإصابات.

لقاء سويسرا

كشف مصدر حكومي رفيع لوكالة الصحافة الفرنسية عن تفاصيل لقاء البرهان والمستشار الخاص للرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس. الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات، جرى في سرية تامة، حيث تسلّم البرهان المقترح الأمريكي قبل مغادرته إلى سويسرا.

أكد المصدر أن البرهان أبلغ بولس بأن “الدعم السريع ليس لها دور سياسي في السودان”. ويُعد هذا الاجتماع الأعلى مستوى منذ أشهر، ويعكس تكثيف واشنطن لجهودها الرامية لتحقيق السلام في السودان.

تباين في المواقف

أثارت هذه التطورات ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والعسكرية السودانية. الدكتور بكري الجاك، المتحدث باسم تحالف “صمود”، دعا إلى دعم “هذا الاتجاه” الساعي للسلام، مثمنًا أي جهد لحقن دماء السودانيين.

في المقابل، وصف الجاك معارضي الحل السلمي التفاوضي بأنهم “يتكسبون من استمرار الحرب”، سواء كانوا قوى سياسية أو إقليمية تسعى لتحقيق مصالحها على حساب الشعب السوداني.

مطلب السلام العاجل

من جانبه، أكد عمر الدقير، رئيس حزب المؤتمر السوداني، أن “البحث عن السلام ليس مذمة، والجلوس إلى طاولة التفاوض ليس خيانة”، مشددًا على أن الحل السياسي هو “المطلب العاجل لخلاص السودانيين من الكارثة الإنسانية” وضمان وحدة البلاد.

محمد عبد الحكم، القيادي في تحالف “صمود”، رحب بأي خطوة لإنهاء النزاع سياسيًا “بإرادة سودانية”، داعيًا المجتمع الدولي للتحرك العاجل لمواجهة “أكبر كارثة إنسانية على الكوكب”.

جدل وانتقادات

أثار الاجتماع في سويسرا جدلاً بين مؤيدي الجيش، حيث اعتبره البعض تراجعًا عن خيار الحسم العسكري. بينما وصف الوزير الإسلامي السابق عبد الماجد عبد الحميد اللقاء بأنه “اختراق مهم” في الحوار المباشر مع واشنطن.

الإعلامي الطاهر حسن التوم سخر من الاجتماع، مشيرًا إلى أنه امتداد لاتفاق المنامة الذي تراجع عنه الجيش لاحقًا.

هجوم تمبول

ميدانيًا، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب عشرة آخرون في هجوم بطائرات مسيَّرة استهدف احتفالاً بالعيد الـ71 للجيش السوداني في مدينة تمبول بولاية الجزيرة. وكان من بين الحضور قائد “قوات درع السودان” اللواء أبو عاقلة كيكل.

أفاد مسؤول في “درع السودان” بأن الهجوم نُفذ بواسطة مسيَّرتين، وأن المضادات الأرضية تصدت لهما. وتُعد بلدة تمبول مركزًا حضريًا هامًا في منطقة شرق الجزيرة والبطانة.

حرب السودان

يشهد السودان حربًا دامية منذ 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة البرهان و”قوات الدعم السريع” بقيادة حميدتي، ما أسفر عن مقتل الآلاف وتسبب بأكبر أزمة نزوح في العالم، وسط فشل الوساطات الإقليمية والدولية في التوصل إلى وقف إطلاق النار.

اقرأ أيضا

اخترنا لك