في زيارة مرتقبة تحمل دلالات رمزية ودينية عميقة، يعتزم الفاتيكان إيفاد البابا إلى تركيا ولبنان في الفترة الممتدة من 27 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 2 كانون الأول/ديسمبر. تهدف الجولة إلى تعزيز الحوار بين الأديان، ومناقشة أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط، والتطرق إلى التوترات الإقليمية المتصاعدة.
تشمل الزيارة محطتين رئيسيتين، الأولى في تركيا من 27 إلى 30 تشرين الثاني/نوفمبر، والثانية في لبنان من 30 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 2 كانون الأول/ديسمبر.
إحياء ذكرى نيقية
تأتي زيارة البابا إلى تركيا في سياق الاحتفال بالذكرى الـ 1700 لانعقاد مجمع نيقية، الذي يُعد أول مجمع مسكوني في تاريخ المسيحية.
من المقرر أن يشارك البابا في صلوات مشتركة مع بطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول، الزعيم الروحي للكنائس الأرثوذكسية، تأكيدًا على التزامه بتعزيز الوحدة المسيحية.
في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، سيحل البابا بالمروحية في مدينة نيقية (إزنيق حاليًا)، حيث سيؤدي صلاة قصيرة بالقرب من بقايا كنيسة القديس نيوفيتوس الأثرية، أحد المواقع التاريخية المقدسة لدى الأرثوذكس.
لبنان: صلاة وتضامن
بالإضافة إلى اللقاءات الرسمية مع المسؤولين الأتراك واللبنانيين، والاجتماعات مع رجال الدين الكاثوليك، وإقامة القداديس، تشمل الزيارة محطات رمزية أخرى.
من أبرز محطات الزيارة التوجه إلى موقع انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في 4 آب/أغسطس 2020، للتعبير عن التضامن مع ضحايا الكارثة.
تداعيات كارثية
أسفر الانفجار عن دمار هائل في العاصمة اللبنانية، مخلفًا مئات القتلى وآلاف الجرحى، وتسبب في خسائر مادية فادحة.
أثار الحادث غضبًا شعبيًا واسعًا في لبنان بسبب الإهمال الحكومي المتراكم، وتفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها البلاد.
رسالة أمل من بيروت
من المقرر أن يقيم البابا قداسًا على الواجهة البحرية لبيروت، ويزور مناطق قريبة من العاصمة، في رسالة أمل وتضامن مع الشعب اللبناني.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج الزيارة لا يتضمن التوجه إلى الجنوب اللبناني، الذي تضرر خلال الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، على الرغم من مطالبات بعض الجماعات المسيحية بزيارة المنطقة.


