ظهر البابا فرنسيس، رغم حالة صحته الهشّة، من شرفة كاتدرائية القديس بطرس خلال احتفال عيد الفصح، إذ اجتمع الآلاف من الكاثوليك في الساحة على أمل رؤيته بعد شهر من مغادرته المستشفى.
نداء للسلام
وفي كلمة له يوم الأحد، أدان البابا الوضع الإنساني “المأساوي” في قطاع غزة، مطالبًا بوقف إطلاق النار. وحذر من تنامي ظاهرة معاداة السامية التي تنتشر عالميًا، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد البابا في رسالته التي قرأها أحد معاونيه من شرفة الكاتدرائية: “أدعو الأطراف المتحاربة إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وتقديم المساعدات للشعب الجائع الذي يتطلع إلى مستقبل سلام”.
صحة البابا وتحدياته
على الرغم من تحسن قدرته على التنفس، لا يزال البابا ضعيفاً ويعاني في التحدث. ولأول مرة منذ انتخابه في العام 2013، غاب عن معظم فعاليات أسبوع الآلام، بما في ذلك درب الصليب في الكولوسيوم وصلاة عيد الفصح التي فوّضها إلى الكرادلة.
ومع ذلك، ظهر البابا لفترة قصيرة يوم السبت في كاتدرائية القديس بطرس، حيث صلى أمام أيقونة العذراء مريم، ثم حيا المصلين ووزع الحلوى على الأطفال.
اجتماع الجمهور
جاء قداس عيد الفصح هذا العام في تمام الساعة 8:30 صباحًا بتوقيت غرينيتش، في ساحة القديس بطرس المليئة بآلاف الزهور الهولندية، بحضور نحو 300 كاهن وأسقف وكرادلة. ويتوقع المنظمون حضور أعداد أكبر من المعتاد في هذا العام، بسبب احتفالات السنة المقدسة التي ستجذب ملايين الحجاج إلى المدينة.
وفي هذا السياق، قالت ماري ماندا، كاميرونية في التاسعة والخمسين من عمرها: “بالطبع؛ نأمل رؤية البابا، ولكن إذا كان لا يزال يعاني من المرض سَنرى ممثله. لكننا نريد رؤيته، حتى وإن كان مريضًا”.
القداس والراحة
ترأس الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري، عميد مجمّع الكرادلة، قداس ليلة الفصح وسط أجواء أضائتها آلاف الشموع في كاتدرائية القديس بطرس.
في سياق أسبوع الآلام، زار البابا، الذي يخضع لفترة راحة صارمة مدتها شهرين، سجناً في وسط روما، حيث التقى نحو 70 سجينًا، كما يتبع تقليده السنوي.
تحديات صحية مستمرة
وعند سؤاله عن كيفية قضائه عيد الفصح هذا العام، أكد البابا فرنسيس بصوت متقطع: “أنا أعيشه بأفضل ما أستطيع”. وقد مرّ بحالة صحية حرجة خلال إقامته في مستشفى جيميلي، حيث عُولج لمدة 38 يومًا قبل مغادرته في 23 مارس.
وفي آخر ظهور له، توقفت البابا عن استخدام أنابيب الأكسجين الأنفية، مما يعكس تحسن حالته الصحية خلال فترة إعادة تأهيله في الفاتيكان.
هذا العام، تتزامن جميع احتفالات عيد الفصح للطوائف المسيحية المختلفة، نظرًا لتوافق التقاويم المستخدمة بين الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس.