توفي البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد 12 عاماً من قيادته للكنيسة الكاثوليكية. مع وفاته، تفتح الأبواب أمام انتخاب بابا جديد، مما يثير تساؤلات عديدة حول طبيعة هذا المنصب وكيفية اختياره.
من هو البابا؟
البابا يمثل رأس الكنيسة الكاثوليكية، ويتمتع بسلطة كاملة على نحو 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم. رغم أن الكثيرين يستندون إلى تعاليم الكتاب المقدس، فإن تعاليم البابا تُشكل مرجعية مهمة لمعتقدات وممارسات الكاثوليك.
حسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، يُمثل الروم الكاثوليك نحو نصف المسيحيين في العالم، بينما لا تعترف الطوائف الأخرى مثل البروتستانت والمسيحيين الأرثوذكس بسلطة البابا.
مكان إقامة البابا
يعيش البابا في مدينة الفاتيكان، أصغر دولة مستقلة في العالم، المحاطة بالعاصمة الإيطالية روما. على الرغم من أنه لا يتقاضى راتبًا، فإن الفاتيكان يتحمل جميع نفقات حياته وسفره.
إجراءات ما بعد الوفاة
تُعتبر جنازات الباباوات تقليدية ومعقدة، وقد وافق البابا فرنسيس على تبسيط هذه الإجراءات. اختار تابوتاً خشبياً بسيطاً مُبطناً بالزنك، مُلغيًا التقاليد القديمة المرتبطة بجنازات الباباوات السابقين.
ستتم مراسم العزاء بجثمانه في تابوته، مع إزالة الغطاء، بدلاً من وضعه على منصة مرتفعة. بالإضافة إلى ذلك، سيكون البابا فرنسيس الأول الذي يُدفن خارج الفاتيكان منذ أكثر من مئة عام.
آليات اختيار البابا الجديد
ينتخب البابا الجديد من قبل مجمع الكرادلة، وهم أعلى مسؤولي الكنيسة الكاثوليكية، ويشغلون مناصب محددة تُعينهم مباشرة من قبل البابا. حاليًا يوجد 252 كردينال، 138 منهم مؤهلون للتصويت في الانتخابات. بينما لا يستطيع الآخرون الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً المشاركة في الاقتراع.
عند وفاة البابا، يجتمع مجمع الكرادلة في الفاتيكان لاختيار خليفته. تُجرى الانتخابات بسرية تامة، حيث يصوت كل كردينال لمرشحه المفضل. قد تستغرق هذه العملية عدة أيام.
إعلان اختيار البابا الجديد
بعد اختيار البابا الجديد، يُروي الخبر خلال ساعة من تصاعد الدخان الأبيض من مآخذ التهوية. يعلن كبير الكرادلة عن النتائج بعبارة “لدينا بابا” باللغة اللاتينية، ويقدم البابا الجديد باسمه البابوي.
على سبيل المثال، اختار البابا فرنسيس اسمًا مختلفاً تكريمًا للقديس فرنسيس الأسيزي، رغم أن اسمه الأصلي هو خورخي ماريو بيرغوليو.
من سيكون البابا المقبل؟
وفق “بي بي سي”، يمكن لأي رجل كاثوليكي روماني مُعمد أن يُعتبر مرشحًا لمنصب البابا، إلا أن الكرادلة عادة يفضلون اختيار واحد منهم. وفي مجمع الكرادلة السابق عام 2013، تم اختيار البابا فرنسيس، ليكون أول بابا من قارة أمريكا الجنوبية.
ورغم ذلك، تاريخيًا، يميل الكرادلة إلى اختيار بابا من أوروبا، وتحديدًا إيطاليا، حيث كان 217 من أصل 266 بابا تم اختيارهم حتى الآن إيطاليين.
