في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، استطاع البابا فرنسيس أن يحقق إنجازًا غير مسبوق لدى دخوله منصة «إنستغرام» في العام 2016، حيث حقق مليون متابع في أقل من 12 ساعة، محطمًا الأرقام القياسية السابقة لمشاهير وفنانين.
شخصية مؤثرة
يعتبر البابا فرنسيس الشخص الأول في تاريخ الفاتيكان الذي يظهر على غلاف مجلة «رولينغ ستون»، كما تم تصويره كشخصية كرتونية في عدة قصص مصورة، وتحول إلى «سوبرمان» أو «سوبربابا» في أحد جدران مدينة روما.
لم يحقِّق البابا هذه الشهرة بسبب موقعة كزعيم ديني فحسب، بل لأنه استطاع أن يدخل قلوب الناس بلطف وتواضع، مشيدًا بأقواله وأفعاله الإنسانية الملهمة. وفي عام 2013، نالت شخصيته لقب “شخصية العام” من مجلة «تايم»، حيث أطلق عليه اسم «بابا الناس».
قرارات بارزة
على مدار 12 عامًا من قيادته، اتخذ البابا فرنسيس العديد من القرارات المهمة التي أظهرت طبيعته الروحية الفريدة. حيث قام بمحاربة الفساد داخل مؤسسات الفاتيكان، واهتم بقضايا اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، وقام بزيارة 66 بلدًا في رحلاته التي قربته أكثر من الناس.
بعدما ترك الكيمياء والتَحق بحياة الكهنوت، اقترب البابا فرنسيس من البشر، مستمعًا لآلامهم وأفراحهم، مما جعله يجسد معاني البساطة في حياته؛ فقد بدأ مسيرته كعامل تنظيف وكحارس ليلي قبل أن يصبح كاهنًا.
سلوكيات رمزية
سجل البابا فرنسيس سلوكيات رمزية تعكس إصراره على العيش ببساطة، حيث رفض استخدام السيارة البابوية في يوم انتخابه، ونقل إلى ملجأ فندقي بسيط مع زملائه الكرادلة. هذه الخطوة عكست رغبته في بناء ثقافة قريبة من الأقرباء والمحتاجين.
اختار البابا فرنسيس اسم القديس فرنسيس الأسيزي، المشهور بتواضعه، ليكون اسمه البابوي. وفي اليوم التالي لانتخابه، زار كردينالًا مريضًا في المستشفى، مُعبرًا عن عطفه ورعايته.
إجراءات إصلاحية
في إطار إصلاحاته المبكرة، ألغى البابا المكافآت المالية لموظفي الفاتيكان والتي كانت تُقدم عند انتخاب بابا جديد، موجهًا هذه الأموال للأعمال الخيرية. كما قام بحملة تطهير داخل مؤسسات الفاتيكان المالية، التي كانت تعاني من قضايا فساد.
تمكن البابا فرنسيس من إعادة الثقة للعديد من المؤمنين المسيحيين بالكنيسة، حيث شهدت سنة توليه رسميًا زيادة ملحوظة في حضور الاحتفالات الدينية، من 2 مليون إلى 6 ملايين شخص.
إنسانية البَابا
تضمنت ممارسات البابا إنسانية بارزة، حيث غسل أقدام 12 سجينًا من مختلف الأديان في مراسم خاصة، وعُرف عنه تصرفه مع قادة جنوب السودان بلغة السلام والتسامح. وفي العام 2019، ركع قبالتهما قبولًا ورغبة في إنهاء النزاع في بلدهم.
واشتهر بتركيزه على قضايا الهجرة، حيث طالب المجتمع الدولي بالتعامل الإنساني مع اللاجئين. وفي عام 2016، زار مخيمات اللاجئين في اليونان وقدم دعمًا ماليًا كبيرًا لمساعدة المهاجرين.
توجهات مستقبلية
يشمل تأثير البابا فرنسيس أيضًا التغيرات المناخية والعلاقات الدولية. وفي العام 2015، أصدر وثيقة بيئية حذرت من استغلال الموارد الطبيعية، مما جعله أول بابا يهتم بمثل هذه القضايا. كما لعب دورًا في تحسين العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة.
على الرغم من الانتقادات التي وُجّهت له بخصوص الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فإنه لم يتردد في التعبير عن قلقه من الهجمات على غزة، معتبرًا ما يحدث هناك أمراً وحشياً.
الوداع القريب
في العام 2024، بدأ البابا فرنسيس التحضير لرحيله، حيث قام بتعديل طقوس جنازته لتكون أكثر تواضعًا، مفضلًا أن يُدفن في كاتدرائية سانتا ماريا ماجيوري في روما. عبر بهذه الطريقة عن رغبته في أن يستمر في عيش الحياة البسيطة والقريبة من الناس، محتفظًا بلقب «بابا الناس».