السبت 5 يوليو 2025
spot_img

البابا تواضروس: شعرت أن مصر تُسرق في حكم الإخوان

كشف البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تفاصيل مثيرة حول فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مبرزاً شعوراً عاماً بأن “مصر تُسرق” خلال تلك المرحلة.

أزمات 2012

في تصريحات تلفزيونية بمناسبة الذكرى العاشرة للإطاحة بحكم الإخوان في 30 يونيو 2013، تحدث البابا تواضروس عن التحديات التي واجهتها الكنيسة عام 2012. أبرزها وفاة البابا السابق شنودة، وتولي محمد مرسي رئاسة مصر، بالإضافة إلى فترة عدم الاستقرار التي كانت تعيشها البلاد.

اعتداءات على الكنائس

أشار البابا إلى الأزمات الصعبة التي واجهها، بما في ذلك الاعتداءات على عدد من الكنائس، مما وضعه في مواقف خطيرة في بداية توليه منصب البابوية.

استذكر البابا لقاءه الأول مع الرئيس السابق محمد مرسي، حيث أعرب له عن شكره على قرار تنصيبه. ورغم عدم مناقشة تفاصيل أخرى، فإن الأحداث التالية أثارت الكثير من التساؤلات، مشيراً إلى أن الشعور العام كان أن “مصر تُسرق”.

موقف الكنيسة

وأعرب البابا عن مشاعر القلق التي عايشها، قائلاً: “شعرنا بأن مصر، المكان الذي وُلدنا فيه، يحتاج إلى حماية.” هذا الشعور كان مشتركاً بين العديد من المصريين في تلك الفترة.

وفي حديثه عن الأحداث التي سبقت ثورة 30 يونيو، ذكر أنه اقترح زيارة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب للرئيس مرسي للاستفسار عن الوضع. لكن بعد جلسة مطولة، اتضح أن الرئيس لم يكن على دراية بما يحدث في الشارع المصري.

لقاء مع السيسي

وواصل البابا يتحدث عن حضور اجتماع مع وزير الدفاع آنذاك، عبد الفتاح السيسي، حيث تم التناقش حول كيفية التعامل مع الوضع المتأزم. وأكد أن السيسي أدار الجلسة بشكل ديمقراطي، واستمع لملاحظات الجميع، مما أسفر عن خطة عمل واضحة.

وصف البابا هذه الخطوة بأنها “ثورة لتصحيح المسار وعودة مصر للمصريين”، مؤكداً أنه كان ملتزماً بضمان سلامة البلاد، حيث يُعتبر الدين من المواضيع الحساسة للمصريين منذ العصور القديمة.

دعوات للتسامح

كما تطرق البابا إلى الاعتداءات على الكنائس، مُشيراً إلى أنها كانت تمثل مشكلة بين المسلمين والمسيحيين. لكنه كان يؤمن بأن المعتدين ليسوا من المجتمعات المسلمة الأصيلة، حيث نشأ في مجتمع يضم أصدقاء مسلمين منذ أيام الجامعة.

في معرض رده على الهجمات على الكنائس بعد الإطاحة بحكم الإخوان، وصف البابا تصريحاته بأنها كانت بمثابة “خطوة نحو السلام”. وعبّر عن استعداده للصلاة مع المسلمين إذا تمت مهاجمة الكنائس، بعبارة “وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن”، مشدداً على أهمية الحفاظ على السلام المجتمعي.

أهمية السلام

أشار البابا إلى أن بعض الدول عانت من حروب أهلية استمرت لعقود، مشدداً على أن السلام هو الأمر الأكثر أهمية. وقال إن تجربة لبنان في الحرب الأهلية تُعد تحذيراً للدول التي تعيش صراعات مماثلة.

ختاماً، شدد البابا تواضروس على ضرورة أن يكون السلام هو الأساس لعيش المجتمعات بشكل آمن ومتماسك.

اقرأ أيضا

اخترنا لك