أعلن البابا الأرجنتيني، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 88 عاماً، عن رغبته بأن يُدفن في كاتدرائية “سانتا ماريا ماجوري”، وهي إحدى الكنائس التاريخية في روما، بدلاً من كاتدرائية القديس بطرس. تعد هذه الخطوة سابقة تاريخية منذ أكثر من ثلاثة قرون.
دلالة مكان الدفن
يعود تاريخ كاتدرائية “سانتا ماريا ماجوري” إلى القرن الخامس، وتحتوي على أضرحة سبعة باباوات آخرهم البابا كليمنت التاسع الذي دُفن فيها عام 1669. وكان قد أوصى البابا لجيفير مارتينيز بروكال، خبير الشؤون الفاتيكانية، حول الموقع الذي اختاره ليكون مثواه الأخير.
وفي هذا الإطار، وصف البابا المكان الذي اختاره، قائلاً: “مباشرة بعد تمثال ملكة السماء، هناك تجويف صغير يؤدي إلى قاعة حيث كانت تخزن الشمعدانات. رأيتها وقلت لنفسي (هذا هو المكان).” وقد أكدت مصادر أن المكان معدّ لاستقبال ضريحه.
أبعاد تاريخية وثقافية
تعتبر كاتدرائية “سانتا ماريا ماجوري” مكاناً مضياً للعديد من الشخصيات التاريخية، حيث تضم مدافن لمهندسين ونحاتين بارزين مثل برنيني، الذي صمم أعمدة ساحة القديس بطرس. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر الكاتدرائية واحدة من أربع كاتدرائيات باباوية في روما.
وقد اعتاد البابا المتعبّد لمريم العذراء زيارة هذه الكاتدرائية للصلاة قبل وبعد رحلاته الميدانية، مما يعكس ارتباطه الروحي العميق بهذا المكان.
ميزات الكاتدرائية المعمارية
تتميز الكاتدرائية بطرازها الفريد، حيث يحتوي صحنها المركزي على أربعين عموداً إيونياً ومجموعة من الفسيفساء الرائعة. ورغم مرور القرون، لا يزال الهيكل يحتفظ بكثير من عناصر تصميمه الأصلي.
تجدر الإشارة إلى أن الكاتدرائية الحالية، التي بنيت بأمر من البابا سيكستوس الثالث في حوالي عام 432، تُعتبر واحدة من الكنائس التي تعكس العمارة الكاثوليكية وأهميتها في التصوير المسيحي.
ذخائر مقدسة
تحتوي الكاتدرائية على العديد من الذخائر الكاثوليكية الثمينة، بما في ذلك أيقونة يُعتقد أنها من رسم القديس لوقا، التي تُظهر مريم العذراء مع الطفل يسوع. كما تضم الكاتدرائية قطعاً خشبية يُعتقد أنها تعود إلى مهد المسيح، محفوظة في صندوق كريستالي بشكل مهد.