spot_img
الجمعة 26 ديسمبر 2025
19.4 C
Cairo

الاعتراف الحوثي بخسارة قادة الطيران المسيّر

spot_img

في خطوة مفاجئة، اعترفت الجماعة الحوثية بخسارة واحدة من أهم وحداتها القتالية، مع تشييع جنازة قائد سلاح الطيران المسيّر اللواء زكريا حجر وعدد من معاونيه. يُعتقد أن هؤلاء القادة قُتلوا في غارة أميركية استهدفتهم داخل أحد المنازل في حي الجراف شرق صنعاء خلال شهر رمضان الماضي.

هذا الاعتراف المتأخر يفتح باب النقاش حول الخسائر العسكرية الكبيرة التي تعرضت لها الجماعة، ويظهر مدى الضغوط التي تواجهها على صعيد القيادة والتقنية. يذكر أن الجماعة كانت قد اعترفت في وقت سابق بمقتل رئيس هيئة أركانها محمد الغماري، وذلك في مراسم تشييع نُظمت في صنعاء.

مراسم تشييع القادة

شهدت مراسم تشييع اللواء حجر يوم الخميس حضور عدد من القادة العسكريين البارزين، من بينهم مدير العمليات في وحدة الطيران المسيّر اللواء محمد الحيفي والعميدين أحمد وحسين حجر. يُعتبر هؤلاء القادة من الأسماء اللامعة في وحدة الطيران المسيّر، التي تم تشكيلها تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني والجناح العسكري لـ«حزب الله» اللبناني.

ورغم خطورة الخسارة التي تعترف بها الجماعة، إلا أن الحضور كان ضعيفًا، حيث غاب معظم القيادات العسكرية المهمة، مثل وزير الدفاع محمد العاطفي، الذي يُعتقد أنه أصيب في غارة إسرائيلية قبل أسابيع. وبالإضافة إلى ذلك، لم يحضر رئيس هيئة الأركان الجديد يوسف المدني، مما يعكس حالة الارتباك التي تعاني منها القيادة العسكرية للحوثيين.

الضربات الأميركية والنتائج

يشير المراقبون العسكريون إلى أن الهجمات الأميركية التي استهدفت القادة الحوثيين ومخازن أسلحتهم أدت إلى تصعيد الخسائر، حيث أخرجت وحدة الطيران المسيّر عن الخدمة بشكل شبه كامل. فقد فقد الحوثيون خلال هذه الضربات العديد من الكوادر المتخصصة، بما في ذلك القيادات الفنية والإدارية.

في هذا السياق، أشارت منصة «ديفانس أونلاين» العسكرية إلى أن اللواء زكريا حجر يُعتبر أحد الخبراء المحوريين في برنامج الطيران المسيّر ويعمل جنبًا إلى جنب مع مستشارين إيرانيين. علاوة على ذلك، فقد كان له دور بارز في تطوير القدرات القتالية للحوثيين.

الاتهامات والملاحقات

وفقًا لمصادر عسكرية، يُعتبر حجر من العناصر المطلوبين للقضاء اليمني، وقد وُضع اسمه ضمن قائمة قيادات للمحاكمة بتهم تتعلق بالإرهاب. كما أدرجه التحالف الداعم للشرعية ضمن قوائم الإرهاب، بسبب دوره في إطلاق الصواريخ والهجمات على الشحن الدولي.

بدوره، أكد الصحافي المتخصص في شؤون الحوثيين، عدنان الجبرني، أن الخسائر الفادحة التي تعرضت لها وحدة الطيران المسيّر أدت إلى ضعف كبير في قدرتها على تنفيذ العمليات. ورغم الضغوط التي تعرضت لها الجماعة، فقد فرضت تعتيماً على تفاصيل الغارة التي استهدفت حجر.

تداعيات وضع الحوثيين

لا تزال تداعيات هذه الخسائر جلية، حيث يُعتبر بعضها من الأسباب الرئيسية التي دفعت الحوثيين إلى عرض هدنة مع الجانب الأميركي. وتبدو الجماعة مضطرة لإعادة ترتيب أوضاعها العسكرية والإدارية في ظل هذه الظروف الصعبة.

هكذا، يظهر الاعتراف المتأخر بمقتل قادة الطيران المسيّر كعلامة على حجم الضرر الذي أصاب أحد أهم أذرع الجماعة، مما يعكس مرحلة جديدة من التحديات التي تواجهها تحت ضغط الضغوط العسكرية المتزايدة.

اقرأ أيضا

النشرة الإخبارية

اخترنا لك