يسعى الاتحاد الأوروبي لإطلاق شبكة جديدة من الأقمار الصناعية لتعزيز قدراتها الاستخباراتية العسكرية، وذلك في وقت يتزايد فيه القلق بشأن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن القارة الأوروبية، وفقاً لما أكدت صحيفة “فاينانشال تايمز”.
يهدف هذا النظام الجديد إلى تعويض بعض الاعتماد الأوروبي على القدرات الأمريكية، خاصة بعد تعليق إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، ما أبرز الحاجة الملحة لتحسين الأمن الأوروبي.
تحسين القدرات الاستخباراتية
وقال مفوض الدفاع والفضاء أندريوس كوبيليوس إن المفوضية الأوروبية تدرس توسيع قدراتها في مجال الأقمار الصناعية لمواجهة التغيرات الجيوسياسية الراهنة وتعزيز دعم الاستخبارات الجغرافية.
ستستخدم الشبكة الجديدة للكشف عن التهديدات ومراقبة تحركات القوات، وتنسيق الأعمال العسكرية، حيث بدأت النقاشات الأولية حول المشروع. وأكد كوبيليوس على ضرورة وجود شبكة مكملة للبرامج الأخرى المعتمدة في مكافحة التهديدات.
التكنولوجيا المتقدمة
من المتوقع أن توفر الشبكة معلومات محدثة بشكل متكرر، تفوق تلك التي يقدمها نظام “كوبرنيكوس” الحالي، الذي يوفر صوراً كل 24 ساعة تقريباً للظواهر الطبيعية. أقر كوبيليوس بأن تنفيذ المشروع سيكون مكلفاً ويستغرق وقتاً طويلاً.
وأضاف أنه سيطلب من الدول الأعضاء اتخاذ نهج مؤقت من أجل تعزيز الشراكة التجارية في هذا المجال، موضحًا أن النظام الجديد سيعمل في مدار أرضي منخفض ويتطلب تشغيل عشرات الأقمار الصناعية.
استراتيجية مالية جديدة
على صعيد متصل، قدمت المفوضية الأوروبية قروضاً تصل إلى 150 مليار يورو للدول الأعضاء بهدف السماح لها بعدم إدراج جزء من الإنفاق الدفاعي ضمن القواعد المالية، مما يسهل إمكانية الإنفاق الإضافي بنحو 650 مليار يورو.
تسمح الخطة للدول الأعضاء بطلب الإشراف من المفوضية على شراء الأسلحة، بالإضافة إلى تجميع الطلبيات لضمان الحصول على أسعار تنافسية، في حين لم تحدد المفوضية بعد آلية تقييد الإنفاق، بالرغم من أن رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، أكدت ضرورة إنفاق الأموال على المنتجات الأوروبية.
توسيع المشاركة
شمل التعاون دولاً مثل النرويج، مع أمل في مشاركة بريطانيا، في حين لا يزال وضع تركيا قيد المناقشة. وأشار كوبيليوس إلى لقاءات بين رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وما نجم عنه من إشارات إيجابية.
يمكن أن تُستخدم هذه الأموال أيضاً لشراء أسلحة أوكرانية، المعروفة بأسعارها الأقل مقارنة بالأسلحة الغربية. وأوضح كوبيليوس أن الخطة تستهدف تسليط الضوء على المجالات التي تعتمد فيها دول الاتحاد الأوروبي بشكل كبير على الولايات المتحدة، مثل النقل الجوي والتزود بالوقود.
نظام دفاع مشترك
كما تشمل الخطة تعزيز نظام دفاع صاروخي محتمل قد تصل تكاليفه إلى 500 مليار يورو، مشيراً إلى أن الحاجة ماسة لتطوير نظام دفاع جوي يغطي جميع أراضي الاتحاد، وليس بشكل منفرد لكل دولة.
واختتم المسؤول الأوروبي بالتأكيد على ضرورة إيجاد نظام مشترك للتنسيق بين الدول الأعضاء، مؤكداً على أن هذا الاتجاه هو الأكثر فائدة في مواجهة التحديات المستقبلية.