أطلقت الإمارات العربية المتحدة زورقاً صاروخياً جديداً تحت اسم “الطف”، وذلك خلال فعاليات معرض الدفاع والأمن البحري “نافدكس 2025” في أبوظبي. يُعَد الزورق مجهزاً بأحدث الأنظمة الدفاعية والتقنيات المتقدمة، حيث يهدف إلى تعزيز قدرة القوات البحرية الإماراتية على التصدي للأهداف السطحية والجوية.
تم تصنيع زورق “الطف” بواسطة شركة “أبوظبي لبناء السفن” (ADSB)، وهو جزء من سلسلة تشمل أربعة زوارق، لا تزال ثلاثة منها في طور البناء. تعكس هذه الخطوة استراتيجية الإمارات الهادفة إلى تحديث وتعزيز قدراتها الدفاعية البحرية.
التجهيزات القتالية
وفي تصريح للمدير التنفيذي للمشاريع في شركة “أبوظبي لبناء السفن”، عبد الخالق الحارثي، أوضح أن الزورق تم تدشينه في 18 فبراير، ويتضمن مجموعة متنوعة من أنظمة التسليح. تشمل هذه الأنظمة أسلحة سطح-جو وسطح-سطح بمدى يتجاوز 200 كيلومتر، إلى جانب مدافع رئيسية ومدافع جانبية ثقيلة.
كما أشار الحارثي إلى وجود أنظمة صواريخ سطح-سطح من طراز “لوجير”، التي تم تطويرها بواسطة شركة “توازن للتكنولوجيا”، والموجودة في مؤخرة الزورق، مما يعزز من قدرة الزورق على تنفيذ مهام متعددة.
احتوى الزورق أيضاً على رادارات ثلاثية الأبعاد وأنظمة حرب إلكترونية تساهم في تحليل التهديدات، بالإضافة إلى تقنيات الرؤية بالأشعة تحت الحمراء والكاميرات الحرارية، الأمر الذي يجعلها جزءاً من نظام إدارة القتال المتكامل الذي يُعد محوريًا لإدارة العمليات.
قدرات الزورق
استعرض الحارثي أداء زورق “الطف”، مشيراً إلى تصميمه القادر على العمل في بيئات بحرية صعبة، حيث يُعتبر مناسباً لارتفاعات البحر حتى المستوى الخامس. الزورق مزود بطراد يحمل 8 أفراد ويستطيع الوصول إلى مدى 2000 ميل بحري.
ومن حيث الحماية، يشتمل الزورق على أنظمة دفاعية لحماية الطاقم من التهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية. يضمن حجم الزورق، الذي يبلغ طوله حوالي 62 متراً، قدرته على تنفيذ عمليات كبيرة ومعقدة بفعالية، مع إمكانية الاستعانة بعدد أقل من الأفراد يصل إلى 39 شخصاً.
كما لفت الحارثي إلى أن الشركة تقوم بتصنيع أنواع عديدة من الزوارق الحربية، بما في ذلك الزوارق المخصصة للدوريات والصواريخ، بالإضافة إلى الكورفيت. وقد قامت بتصدير هذه الزوارق إلى دول مثل أنغولا، مع خطط مستقبلية لبناء فرقاطات جديدة.
وأشار الحارثي إلى أن الشركة تمكنت من تصدير عدد من الزوارق والسفن الحربية إلى دول خارجية خلال السنوات القليلة الماضية، بالإضافة إلى توفير خدمات الصيانة والتشغيل والمراقبة في إفريقيا وآسيا. ويُعتبر زورق “الطف” من أحدث الزوارق الحربية على مستوى العالم في فئته، متفوقاً على معظم زملائه من الزوارق الأوروبية.
استغرق مشروع بناء زورق “الطف” الصاروخي حوالي 3 إلى 4 سنوات، شاملة مراحل التصميم والبناء والتشغيل الاختباري، مما يشير إلى التزام الإمارات بتعزيز قدراتها البحرية باستمرار.