الإغلاق الحكومي يعطّل نائبة أريزونا ويُثير اتهامات بالتسييس

تتصاعد حدة الخلافات في الولايات المتحدة مع استمرار الإغلاق الحكومي، وتتجه الأنظار نحو تداعيات سياسية جديدة، أبرزها ما بات يعرف بـ”قضية أريزونا”، وسط جمود في المفاوضات الرامية إلى إنهاء الأزمة المستمرة منذ أكثر من أسبوعين.

خلاف حول مقعد

تتركز القضية حول الانتخابات الخاصة التي أجريت في ولاية أريزونا في 23 من سبتمبر الماضي، والتي أسفرت عن فوز الديمقراطية أديليتا غريالفا، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من تولي مهامها رسمياً في مجلس النواب.

رئيس مجلس النواب مايك جونسون يعزو التأخير إلى الإغلاق الحكومي، مؤكداً أنه لن يترأس مراسم تنصيب غريالفا إلا بعد استئناف عمل المرافق الحكومية وعودة جلسات المجلس.

اتهامات بانتهاك الدستور

قرار جونسون برفع جلسات المجلس خلال فترة الإغلاق، أثار استياء الديمقراطيين، وتصاعد الغضب مع رفضه تسليم غريالفا مقعدها، ما دفع المدعية العامة في ولاية أريزونا، كريس مايز، إلى رفع دعوى قضائية ضده بتهمة انتهاك الدستور.

مايز أكدت في بيان رسمي أن منع غريالفا من أداء القسم يعرض الدائرة السابعة في أريزونا لما يشبه فرض الضرائب دون تمثيل، معتبرة ذلك تقويضاً لحقوق سكان الولاية.

قيود على ممارسة المهام

على الرغم من إمكانية وجود النائبة المنتخبة في مكتبها بالكونغرس مع فريقها، إلا أنها لا تستطيع استخدام الأدوات الحكومية الرسمية أو المعدات التابعة للكونغرس، كما أنها لا تتمتع بميزانية خاصة لفتح مكتب في أريزونا والتواصل مع الناخبين.

غريالفا وصفت وضعها قائلة: “لدي مكتب، لكنه بمثابة سيارة من دون محرك أو وقود أو عجلات”.

ربط بملف إبستين

يثير الجدل الحالي مفارقة تتعلق بملف إبستين، الذي وضع إدارة الرئيس ترامب في موقف حرج أمام أنصارها، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.

الديمقراطيون يتهمون جونسون بتعمد تأخير تنصيب النائبة عن أريزونا، خشية من الإفراج عن وثائق مرتبطة بملف إبستين، وهو ما يسعى بعض المشرعين من الحزبين للتصويت لصالح نشره.

إجراء تشريعي مرتقب

يعمل نواب على اتخاذ إجراء تشريعي يلزم مجلس النواب بالتصويت على نشر الوثائق دون موافقة جونسون، ويتطلب هذا الإجراء توقيع 218 نائباً، بينما يحظى حالياً بدعم 217 نائباً.

الديمقراطيون يؤكدون أن تولي غريالفا منصبها رسمياً سيضمن الأصوات اللازمة للتصويت على الإجراء، وهو ما تعهدت به، معتبرة حرمان دائرتها من التمثيل قمعاً لحقوقها.

مفارقات سابقة

يستند الديمقراطيون في انتقادهم لجونسون إلى مواقف سابقة، حيث أشرف على تنصيب نائبين جمهوريين في إبريل الماضي، وهما جيمي باترونيس وراندي فاين عن ولاية فلوريدا، على الرغم من عدم انعقاد مجلس النواب.

جونسون يسخر من هذه المقارنة، ويتهم المدعية العامة لأريزونا بالسعي إلى الشهرة، واصفاً الدعوى القضائية بـ”السخيفة”، مؤكداً أن إدارته للمجلس تستند إلى السوابق المتبعة.