طالبت تقارير إعلامية إسرائيلية بوقف تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر بعد استئناف التدفق الكامل للإمدادات، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على العلاقات الإقليمية.
مطالب إسرائيلية بوقف التصدير
أظهرت تقارير إعلامية إسرائيلية، بما في ذلك من موقع “ناتسيف نت”، دعوات لوقف تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر. ويرى المراقبون أن استمرار التصدير يفقد إسرائيل ورقة ضغط مهمة في ملف سيناء، حيث تشير المعطيات إلى تعزيز القوات المصرية وجودها في شبه الجزيرة، بما يتنافى مع بنود اتفاقية السلام بين البلدين.
ويوضح التقرير أن التوقف المؤقت للإمدادات خلال التصعيد العسكري مع إيران في أواخر يونيو الماضي تم تفسيره على أنه دلالة على الحاجة الماسة لمصر للغاز الإسرائيلي. فقد تأثرت بعض الصناعات المحلية، مثل مصانع الأسمدة، نتيجة نقص الإمدادات.
تساؤلات حول جدوى التصدير
من جهة أخرى، أثار موقع “bizportal” المتخصص في الشؤون الاقتصادية تساؤلات حول جدوى تصدير الغاز الإسرائيلي بشكل عام. ودعا إلى ضرورة الاحتفاظ بجزء من الغاز للأجيال القادمة بدلاً من تصديره إلى مصر والأردن.
ومع ذلك، أقر التقرير بأهمية التبادل التجاري من الناحية الجيوسياسية، مشيرًا إلى أن العلاقات الاقتصادية مع مصر والأردن تعزز المصالح الإسرائيلية الإقليمية، خاصة في مجالات التعاون الأمني ووساطة صفقات تبادل الأسرى مع حركة حماس.
تداعيات توقف الإمدادات
وكشفت التقارير أن مصر اضطرت إلى تفعيل خطط طوارئ خلال الأسبوعين اللذين توقفت فيهما إمدادات الغاز الإسرائيلي. حيث لجأت إلى تخفيض الإمدادات لأجزاء من المناطق الصناعية وتحوّلت محطات الطاقة إلى استخدام وقود بديل مثل الديزل، مع محاولة تعويض النقص بالاستيراد من دول أخرى، لكن ذلك لم يمنع التأثير السلبي على القطاع الصناعي.
تجدر الإشارة إلى أن التدفق الطبيعي للغاز من حقلي “ليفياثان” و”كاريش” الإسرائيليين إلى مصر استأنف تدريجياً بعد انتهاء التصعيد مع إيران، ليصل إلى نحو مليار قدم مكعب يومياً. وتستفيد مصر من جزء من هذه الكميات لتلبية احتياجاتها المحلية، بينما تقوم بإعادة تصدير الجزء الآخر بجني أرباح كبيرة.
الجدل حول أولويات التصدير
تعكس هذه المطالبات الإسرائيلية الجدل المحتدم داخل إسرائيل حول أولويات تصدير الغاز. البعض يعتبر أن وقف التصدير قد يُضعف الموقف المصري، بينما يُحذر آخرون من تداعيات ذلك على الاستقرار الإقليمي وعلاقات إسرائيل مع حلفائها.
ويُشار إلى أن مصر، التي كانت تُعد سابقاً مصدراً للغاز، أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الواردات الإسرائيلية بسبب تراجع إنتاجها المحلي. على الرغم من ذلك، تمتلك مصر بنية تحتية متطورة لإعادة التصدير، وفي المقابل، تواصل إسرائيل توسيع حقولها الغازية، مثل “ليفياثان”، حيث يُتوقع أن تُخصص جزءاً من الإنتاج المستقبلي للسوقين المصري والأردني.