أفاد تقرير صادر عن صحيفة “غلوباس” الاقتصادية الإسرائيلية بأن مصر تمثل أكبر الخاسرين اقتصاديًا من النزاع القائم بين إسرائيل وإيران، وسط تداعيات متزايدة على الاقتصاد العالمي.
تأثير التوترات الجيوسياسية
يشير التقرير إلى أن التوترات الجيوسياسية التي تسود منطقة الشرق الأوسط تشكل مخاطر جدية على الاقتصاد العالمي، وتأثيرات خاصة على الاقتصاد المصري.
استند هذا التقرير إلى مجموعة من الأبحاث التي أعدتها بنوك عالمية، حيث قدمت توقعات حول تأثير الحرب الجارية على الاقتصاد المصري.
تحليلات البنوك العالمية
وجد تقرير لبنك أوف أمريكا، بعنوان “إيران في دائرة الضوء: الوقت ينفد”، أن مصر ستكون الأكثر تضررًا من تداعيات النزاع. فيما حذر بنك غولدمان ساكس من تأثيرات مدمرة على الاقتصاد المصري نتيجة الهجوم الإسرائيلي على إيران.
في مراجعة تم توزيعها على عملاء بنك أوف أمريكا، تم التأكيد على أن الهجمات الإسرائيلية سيكون لها آثار اقتصادية وجيوسياسية هامة على المدى المتوسط.
تداعيات ارتفاع أسعار النفط
يستند تحليل بنك غولدمان ساكس إلى تقديرات حول الأجواء الاقتصادية الراهنة، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار النفط قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد المصري بسبب الاعتماد الكبير على الطاقة المستوردة.
أشار البنك إلى أن الفعالية الاقتصادية الفعلية للنزاع تعتمد على عوامل متعددة، بما في ذلك شدته ومدة استمراره، ومع ذلك، يمكن تحديد بعض المخاطر المحتملة.
طرق التأثر المحتملة
حدد بنك غولدمان ساكس ثلاث قنوات رئيسية قد تؤدي إلى أضرار مصر نتيجة الصراع. أولاً، من المتوقع أن يتجه نحو 20 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية إلى الخارج بسبب تزايد مخاطر الأمن، مما قد يضعف الجنيه المصري.
ثانيًا، تستورد مصر طاقة بقيمة 11.2 مليار دولار سنويًا، مما يعني أن ارتفاع أسعار النفط سيفاقم من العجز في الحساب الجاري ويزيد من الحاجة إلى التمويل الخارجي.
ثالثًا، قد تتأثر إيرادات قناة السويس سلبًا، والتي انخفضت فعلاً بنسبة 60% نتيجة الهجمات الحوثية، حيث إن استمرار النزاع قد يؤدي إلى طول أمد هذا التراجع.
التحديات الإضافية
تُشير التقديرات إلى أن إيران تصدر حوالي 1.7 مليون برميل يوميًا، وهو ما يمثل 1.6% من المعروض العالمي. لكن الخطر الأكبر يكمن في احتمال تعطيل مضيق هرمز، الذي يمر عبره 22% من نفط العالم.
على الرغم من ذلك، تمتلك منظمة أوبك حوالي 6 ملايين برميل يوميًا كطاقة فائضة، يمكنها التعويض في حال حدوث أي انقطاع. وقد أبدى الرئيس ترامب اهتمامًا بانخفاض أسعار النفط.