الثلاثاء 1 يوليو 2025
spot_img

الأمم المتحدة: 138 مليون طفل يعملون في ظروف خطرة

أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أنه في عام 2024، يعمل حوالي 138 مليون طفل في مختلف حقول العالم ومصانعه، محذرةً من أن الجهود المبذولة للقضاء على عمالة الأطفال قد تستغرق مئات السنين إذا استمر التقدم بالوتيرة الحالية.

تحديات خطيرة

وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، تبنت دول العالم قبل عشر سنوات هدف القضاء على عمالة الأطفال بحلول عام 2025، كجزء من أهداف التنمية المستدامة. ومع ذلك، فإن تقريراً مشتركاً لمنظمتي “يونيسف” و”العمل الدولية” يؤكد أن هذه المدة قد انتهت دون تحقيق الهدف المرجو.

في العام المنصرم، سجلت الإحصائيات أن نحو 137.6 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً يعملون، وهو ما يعادل 7.8% من إجمالي عدد الأطفال في هذه الفئة العمرية. على الرغم من هذا الرقم الكبير، إلا أنه يمثل انخفاضاً ملموساً مقارنة بعام 2000، عندما كان 246 مليون طفل مُجبرين على العمل.

تحليل أرقام العمالة

بينما شهدت فترة 2016 إلى 2020 ارتفاعاً مثيراً للقلق في عدد الأطفال العاملين، تراجع العدد في 2024 بمقدار 20 مليون طفل مقارنة بالأعوام السابقة. أشارت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لـ”يونيسف”، إلى أن هناك “تقدماً كبيراً” في الحد من عمالة الأطفال، لكن ما زال العدد كبيراً جداً.

وأضافت راسل أن هؤلاء الأطفال عادة ما يعملون في البيئات الخطرة مثل المناجم والمصانع والحقول، مما يعرض صحتهم وسلامتهم للخطر. التقرير أظهر أن 40% من الأطفال العاملين في 2024 مشمولون بأعمال خطرة جداً.

ضرورة العمل المشترك

على الرغم من بعض الإشارات الإيجابية، أكد المدير العام لـ”منظمة العمل الدولية”، جيلبير هونغبو، أن الطريق لا يزال طويلاً من أجل تحقيق هدف القضاء على عمالة الأطفال.

ذكرت كلوديا كابا، الخبيرة في “يونيسف”، إن المعدل الحالي للانخفاض في عمالة الأطفال يعني أن القضاء عليها قد يستغرق “مئات السنين”، مشيرةً إلى أن حتى مضاعفة جهود الدول لن تحقق الهدف قبل عام 2060.

إجراءات فعالة مطلوبة

أظهر التقرير أن الانخفاض في عدد الأطفال العاملين الأكثر تصبراً يحدث ببطء، حيث كان هناك نحو 80 مليون طفل في الفئة العمرية بين 5 و11 عاماً يعملون العام الماضي، وهو ما يمثل 8.2% من إجمالي الأطفال في هذه الفئة. وأكدت كابا أن العوامل المجتمعية مثل التعليم المجاني والإلزامي تلعب دوراً مهماً في تقليل عمالة الأطفال.

وشددت أيضاً على أهمية “تعميم الحماية الاجتماعية” كوسيلة لتخفيف الأعباء عن الأسر والمجتمعات الضعيفة. ومع ذلك، فإن تخفيض التمويل للمنظمات العالمية قد يهدد المكاسب المحققة بشق الأنفس، وفقاً لما ذكرته راسل.

نسب عمالة الأطفال حسب القطاعات

أشار التقرير إلى أن قطاع الزراعة هو الأكثر استخداماً لعمالة الأطفال، حيث يمثل 61% من إجمالي الحالات، يليه العمل المنزلي والخدمات بنسبة 27%، ثم الصناعة بنسبة 13% بما في ذلك التعدين والتصنيع.

تبقى منطقة “أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى” الأكثر تضرراً، حيث يقدر عدد الأطفال العاملين فيها بحوالي 87 مليون طفل. في حين سجلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر تقدم، بانخفاض عدد الأطفال العاملين من 49 مليون إلى 28 مليون في عام 2024.

اقرأ أيضا

اخترنا لك