الجمعة 7 نوفمبر 2025
spot_img

الأمم المتحدة: جلسة طارئة بشأن الفاشر بعد مخاوف القتل الجماعي

spot_img

في تطورات متسارعة تشهدها الأزمة السودانية، يعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة لبحث تداعيات الوضع الإنساني المتدهور في مدينة الفاشر بإقليم دارفور، وذلك في أعقاب ورود تقارير مقلقة حول وقوع أعمال عنف جماعي خلال سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.

الفاشر.. نقطة تحول

يمثل الاستيلاء المحتمل لقوات الدعم السريع على الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، منعطفاً حاسماً في مسار الحرب الأهلية التي تعصف بالسودان منذ أكثر من عام. هذا التقدم قد يمنح “الدعم السريع” السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السودانية.

أكثر من 50 دولة أيدت مقترح الجلسة الطارئة، بقيادة بريطانيا وأيرلندا وألمانيا وهولندا والنرويج، ومن المقرر انعقادها في 14 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري أو بعده بقليل.

قصف جوي في الفولة

في سياق متصل، أفادت تقارير بمقتل وإصابة عدد من الأشخاص جراء قصف جوي استهدف أحياء سكنية في مدينة الفولة، حاضرة ولاية غرب كردفان. وتشير مصادر محلية إلى أن الطائرة المسيّرة التي نفذت الهجوم يرجح أنها تابعة للجيش السوداني.

في المقابل، أكدت مصادر موالية للجيش تنفيذ ضربات جوية “دقيقة” على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل قيادات بارزة في صفوفها.

مبادرة للسلام

وسط هذه التطورات الميدانية، تزايدت الدعوات إلى هدنة إنسانية تضع حداً للقتال الدائر. وفي هذا الإطار، قدمت نحو 200 شخصية قيادية مدنية سودانية مذكرة بعنوان “بارقة أمل… في دعم جهود الرباعية لسلام السودان” إلى دول الرباعية (الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر).

طالب الموقعون على المذكرة، التي تم تسليمها إلى وزراء خارجية دول الرباعية وإلى الأمين العام للأمم المتحدة ومفوض الاتحاد الأفريقي، بتكثيف الضغوط على طرفي النزاع للوصول إلى تفاوض ينهي القتال المستمر منذ 15 نيسان/أبريل 2023.

خريطة طريق “الرباعية”

حث الموقعون طرفي القتال على القبول الفوري بوقف العدائيات والتوقيع غير المشروط على هدنة إنسانية تمهد لسلام شامل يعيد للسودان وحدته واستقراره.

كما طالبوا بتبني خريطة طريق “الرباعية” واعتمادها من مجلسي الأمن الدولي والسلم والأمن الأفريقي، بما يسمح باتخاذ قرارات ملزمة لحماية المدنيين.

اجتماع مرتقب

في بورتسودان، مقر الحكومة المؤقتة، تتردد أنباء عن اجتماع مرتقب لـ”مجلس الأمن والدفاع” لبحث اتخاذ موقف موحد تجاه قبول هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، وفقاً لخريطة الطريق التي طرحتها “الرباعية الدولية” في 12 أيلول/سبتمبر الماضي.

يأتي هذا الاجتماع في أعقاب تصريحات لمستشار الرئيس دونالد ترامب للشؤون الأفريقية، أكد فيها أن الجيش وقوات الدعم السريع رحبا بهدنة إنسانية، بلغت حد مناقشة التفاصيل الفنية واللوجستية التي تسبق التوقيع النهائي عليها.

تدهور الأوضاع في كردفان

ميدانياً، نقلت مصادر محلية أن طائرة مسيرة استهدفت أحياء سكنية في مدينة الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين وتدمير منازل ومحال تجارية.

لم يصدر تعليق رسمي من الجيش حول هذا الحادث، إلا أن جهات مناوئة له حملته المسؤولية عن القصف ووصفته بأنه “جريمة حرب”.

اتهامات متبادلة

في المقابل، ذكر مؤيدو الجيش أن “سلاح الجو” نفذ ضربات “دقيقة” على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في منطقة أبو زبد القريبة، مما أدى إلى مقتل قادة بارزين وتدمير مركبات قتالية، الأمر الذي لم يتم تأكيده من مصادر مستقلة.

تزايد الهجمات الجوية وما تخلفه من أضرار واسعة تلحق بالمدنيين أثار إدانة واسعة من جهات أممية وحقوقية، ودعوات إلى تحقيق مستقل لتحديد المسؤولية عن هذه الانتهاكات.

إسقاط طائرة عسكرية

من جهة أخرى، زعمت قوات الدعم السريع أنها أسقطت طائرة عسكرية من طراز “إليوشن” روسية الصنع، تابعة للجيش في سماء مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، ومصرع طاقمها، دون صدور رد فعل رسمي من الجيش.

تحاصر قوات الدعم السريع “الفرقة 22” التابعة للجيش في مدينة بابنوسة وتقطع عنها الإمداد منذ أكثر من عام، فيما تحدثت مصادر عسكرية عن تنفيذ الجيش عمليات إسقاط جوي للإمدادات للجنود المحاصرين.

هجوم على سرادق عزاء

في سياق متصل، لقي العشرات مصرعهم في منطقة “خور طقت” قرب مدينة الأُبيّض، جراء هجوم نفذته طائرة مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع، استهدفت سرادق عزاء في قرية اللويب بولاية شمال كردفان، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة عدد كبير من المواطنين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك