الأربعاء 16 يوليو 2025
spot_img

الأمم المتحدة تدين قمع طالبان للنساء رغم اعتراض أمريكا

spot_img

في خطوة تعكس قلقًا دوليًا متزايدًا، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا حاسمًا يدعو حركة “طالبان” في أفغانستان إلى التراجع الفوري عن سياساتها القمعية الممنهجة ضد النساء والفتيات، بالإضافة إلى ضرورة تفكيك كافة التنظيمات الإرهابية المتواجدة على الأراضي الأفغانية.

القرار الأممي، الذي يقع في 11 صفحة، يشدد على أهمية تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق التعافي الاقتصادي والتنمية المستدامة والازدهار في أفغانستان، ويحث الدول المانحة على تقديم الدعم اللازم لمواجهة الأزمة الإنسانية والاقتصادية الحادة التي تعصف بالبلاد.

تصويت تاريخي

على الرغم من أن القرار غير ملزم قانونًا، إلا أنه يحمل ثقلًا سياسيًا كبيرًا كونه يعبر عن إرادة المجتمع الدولي. وقد حظي القرار بتأييد واسع النطاق، حيث صوتت لصالحه 116 دولة، بينما عارضته دولتان فقط هما الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما امتنعت 12 دولة عن التصويت، بما في ذلك روسيا والصين والهند وإيران.

قيود طالبان

منذ استعادة حركة “طالبان” السيطرة على مقاليد الحكم في أفغانستان عام 2021، تبنت الحركة سلسلة من الإجراءات والقيود الصارمة التي تستهدف النساء والفتيات بشكل خاص، بما في ذلك منعهن من ارتياد الأماكن العامة وحرمانهن من التعليم بعد الصف السادس. وفي تطور لافت، أصبحت روسيا مؤخرًا أول دولة تعترف رسميًا بحكومة “طالبان”.

قلق ألماني عميق

عبرت السفيرة الألمانية لدى الأمم المتحدة، أنتي ليندرتسه، عن قلق بلادها العميق إزاء الوضع المتردي لحقوق الإنسان في أفغانستان، وخاصة “الطمس شبه الكامل” لحقوق النساء والفتيات، مؤكدة أن القرار يهدف إلى إيصال رسالة دعم وتضامن إلى الأمهات الأفغانيات والنساء والفتيات المحتجزات في منازلهن.

انتقادات أمريكية

في المقابل، انتقد المندوب الأمريكي، جوناثان شراير، القرار، معتبرًا إياه “مكافأة لفشل طالبان” ومنحها “مزيدًا من الدعم والموارد”، وشكك في قدرة الحركة على الالتزام بسياسات تتوافق مع توقعات المجتمع الدولي، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تستمر في دعم ما وصفه بـ”سلوكهم البشع”.

قيود على دخول الأفغان

في سياق متصل، كانت الإدارة الأمريكية قد فرضت قيودًا على دخول الأفغان إلى الولايات المتحدة، سواء بشكل دائم أو مؤقت، باستثناء بعض الحالات الاستثنائية.

تقدير للدول المضيفة

يعرب القرار عن التقدير للدول التي تستضيف اللاجئين الأفغان، مع الإشارة بشكل خاص إلى إيران وباكستان. ومع ذلك، انتقد المندوب الأمريكي إيران، متهمًا إياها بإعدام أفغان “بمعدل مقلق ودون محاكمة عادلة” وإجبارهم على الانضمام إلى ميليشياتها.

مكافحة الإرهاب

على الرغم من الإشارة إلى تحسن الوضع الأمني العام في أفغانستان، يعرب القرار عن القلق المستمر من هجمات تنظيمي “القاعدة” و”داعش” وفروعهما، ويدعو الحكومة الأفغانية إلى اتخاذ تدابير فعالة للتصدي لجميع التنظيمات الإرهابية وتفكيكها والقضاء عليها بشكل متساوٍ ومن دون تمييز.

منسق أممي خاص

أوصت الجمعية العامة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتعيين منسق خاص لضمان “نهج أكثر تماسكًا وتنسيقًا” في التعامل الدولي مع أفغانستان.

اتصالات ألمانية محدودة

أكد وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديبول، أن بلاده على اتصال مع ممثلي حكومة “طالبان” في أفغانستان من الناحية الفنية فقط، وأنها ستواصل مراقبة حالة حقوق الإنسان هناك، مشيرًا إلى وجود مخاوف جدية بشأن الوضع الإنساني وحقوق الإنسان، وخاصة وضع النساء والفتيات.

رفض مذكرات التوقيف

من جهة أخرى، رفضت سلطات “طالبان” مذكرتي التوقيف الصادرتين عن المحكمة الجنائية الدولية في حق اثنين من كبار قادتها، بتهمة اضطهاد النساء والفتيات، معتبرة الخطوة “عبثية”، ومؤكدة أنها لا تعترف بالمحكمة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك