الجمعة 17 أكتوبر 2025
spot_img

الأمم المتحدة تدعو باكستان وأفغانستان لوقف دائم للقتال

spot_img

الأمم المتحدة تدعو باكستان وأفغانستان إلى إنهاء دائم للأعمال العدائية، وذلك بعد أيام من القتال العنيف عبر الحدود الذي أودى بحياة العشرات وأصاب المئات بجروح. يأتي هذا التصعيد في ظل تبادل الاتهامات بين البلدين بشأن الهجمات الاستفزازية، وتصاعد المخاوف من زعزعة استقرار المنطقة.

وقف إطلاق النار

تصاعدت الاشتباكات عبر الحدود منذ 10 أكتوبر، وتبادل الطرفان الاتهامات بشن هجمات استفزازية. أعلن كل طرف أن عملياته جاءت ردًا على اعتداءات من الجانب الآخر، قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

جاءت الهدنة بعد نداءات من قوى إقليمية كبرى، أثار استمرار العنف مخاوف من زعزعة استقرار المنطقة التي تنشط فيها تنظيمات مثل “داعش” و”القاعدة”. لم تُسجل أي اشتباكات خلال الليل.

حصيلة الضحايا المدنيين

رحبت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) بالاتفاق، وأوضحت أنها لا تزال تقيّم حصيلة الضحايا. أشارت إلى أن الجنوب شهد أشد الخسائر يوم الأربعاء.

أوضحت البعثة في بيان أن المعلومات الحالية تشير إلى مقتل ما لا يقل عن 17 مدنيًا وإصابة 346 آخرين في منطقة سبين بولدك على الجانب الأفغاني من الحدود. وثّقت أيضًا ما لا يقل عن 16 إصابة بين المدنيين في عدة ولايات أفغانية خلال الاشتباكات السابقة.

دعوة للتهدئة الدائمة

دعت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان جميع الأطراف إلى وضع حد دائم للأعمال العدائية، بهدف حماية المدنيين ومنع المزيد من إزهاق الأرواح.

لم تقدم باكستان أرقامًا تتعلق بعدد الضحايا المدنيين في أراضيها، لكنها اتهمت مرارًا أفغانستان بإيواء جماعات مسلحة، وهو ما تنفيه حركة “طالبان” بشدة.

توترات حدودية مستمرة

تواجه باكستان منذ عام 2021 تصاعدًا في الهجمات المسلحة داخل أراضيها. تتقاسم الدولتان حدودًا يبلغ طولها 2611 كيلومترًا (نحو 1622 ميلاً) تُعرف باسم “خط دوراند”، وهو الخط الذي لم تعترف به أفغانستان رسميًا قط.

قال مسؤول أمني كبير باكستاني: “لم تُرصد أي طلقة نارية في المناطق الحدودية منذ مساء الأربعاء”. وأضاف أنه تم نشر قوات مسلحة إضافية للتصدي لأي عملية لحركة “طالبان باكستان” قد تقوض وقف إطلاق النار.

الوضع في كابول وشامان

عاد الهدوء أيضًا إلى كابول؛ حيث سُمع دوي انفجارات جديدة قبيل إعلان وقف إطلاق النار الأربعاء. أفادت مصادر أمنية باكستانية بأن الجيش استهدف “بضربات دقيقة” مجموعة مسلحة في العاصمة الأفغانية.

خلافًا للأسبوع الماضي، لم تحمّل سلطات “طالبان” المسؤولية في الانفجارات الجديدة إلى الدولة المجاورة. تحدثت كابول عن انفجار صهريج من النفط ثم محول كهربائي؛ ما تسبب باندلاع حرائق، من دون أن تورد مزيداً من التفاصيل.

اتهامات متبادلة

قال مسؤول كبير في “طالبان” إن الانفجار الثاني من فعل إسلام آباد التي تعمدت “استهداف مدنيين”. لم تعلن أي حصيلة رسمية، لكن منظمة “إيميرجنسي” غير الحكومية الإيطالية التي تدير مستشفى في العاصمة، تحدثت عن سقوط ما لا يقل عن 5 قتلى، مشيرة إلى أنها قدمت رعاية طبية لخمسة وثلاثين جريحاً.

في مدينة شامان الواقعة على الجانب الباكستاني من الحدود، أُعيد فتح الأسواق صباحاً، لكنها كانت أقل ازدحاما من المعتاد. في سبين بولدك، أعادت المتاجر فتح أبوابها أيضاً، وبدأ السكان الذين فروا من المدينة بالعودة إلى منازلهم.

معاناة المدنيين

قال مدير الصحة العامة في منطقة سبين بولدك إن 40 مدنيا قُتلوا وجُرح 170 آخرون. قال عبد الظاهر المقيم في المنطقة: “قُصفت منازلنا، وأصيب طفل. سمعتُ الطائرة بنفسي. إنه لأمر مرعب”.

حضر المئات ومسؤولون في “طالبان” جنازة 7 أفراد من عائلة واحدة في سبين بولدك. أسفر تبادل إطلاق النار عن مقتل العشرات بدءاً من السبت. وسجلت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) مقتل 18 مدنياً على الأقل وإصابة أكثر من 350 آخرين خلال الأيام القليلة الماضية.

دعوة لوقف دائم

دعت البعثة في بيان كلا الطرفين إلى “وقف دائم للأعمال العدائية”. يأتي هذا التصعيد للعنف في ظل توترات متكررة بين البلدين تغذيها مشكلات أمنية.

تواجه إسلام آباد تجدداً للهجمات ضد قواتها الأمنية، وتتهم جارتها أفغانستان بـ”إيواء” جماعات “إرهابية” بقيادة حركة “طالبان” الباكستانية، وهو ادعاء تنفيه كابل.

اقرأ أيضا

اخترنا لك