الأحد 21 سبتمبر 2025
spot_img

الأمم المتحدة تحذر: فيضانات وجفاف يهددان زراعة اليمن

spot_img

في تحذير عاجل، دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن فيضانات واسعة النطاق تهدد مناطق يمنية متعددة خلال موسم الأمطار الحالي. يأتي ذلك في وقت يشهد فيه اليمن جفافًا حادًا يهدد الإنتاج الزراعي، مما ينذر بتفاقم أزمة الغذاء في البلاد.

فيضانات تهدد الزراعة

تشير التوقعات إلى تراجع المساحات المزروعة في اليمن إلى أقل من النصف هذا العام، وذلك نتيجة للتقلبات المناخية وتأثيرات تغير المناخ المتزايدة.

نشرة الإنذار المبكر الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تحذر من أن الأمطار الغزيرة المتوقعة خلال موسم الخريف قد تتسبب في فيضانات مفاجئة، خاصة في المناطق المنخفضة غربًا وجنوبًا.

مخاطر الفيضانات تتفاقم

من المتوقع أن تتجاوز كميات الأمطار الحدود المعتادة، مما يزيد من تشبع التربة بالمياه وإغراق شبكات التصريف الطبيعية والاصطناعية.

تزداد مخاطر الفيضانات في المناطق الواقعة أسفل مستجمعات المياه الجبلية، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للمجتمعات الزراعية والرعوية التي تعاني بالفعل من أوضاع هشة.

ذروة الأمطار قادمة

تشير التوقعات إلى أن معدلات هطول الأمطار ستشتد خلال الشهر الجاري، لتبلغ ذروتها في المرتفعات الجنوبية والوسطى والشمالية، مع إمكانية تجاوز المعدلات التراكمية 300 ملم في بعض المناطق.

هذه الزيادة المتوقعة في الأمطار قد تتسبب في موجات متتالية من الفيضانات، خاصة في الأودية والمناطق المنخفضة المعرضة للخطر.

المناطق الأكثر تضررًا

تُصنف مستويات خطر الفيضانات بأنها مرتفعة في مستجمعَي وادي سردود ووادي سهام، ومتوسطة في وادي رماع ووادي زبيد، ومنخفضة في وادي حرض ووادي بنا ووادي تبن.

من المتوقع أن تتأثر محافظات الحديدة والمحويت وصنعاء وذمار وريمة بشكل أكبر، مع احتمالية تعرض الأراضي الزراعية والبنية التحتية لأضرار جسيمة.

خسائر الأراضي الزراعية

تتوقع الأمم المتحدة أن تصل مساحة الأراضي الزراعية المعرضة لخطر الفيضانات إلى نحو 113522 هكتارًا، أي ما يمثل نحو 8% من إجمالي الأراضي المزروعة في البلاد.

تعتبر هذه المساحات مصدرًا أساسيًا لإنتاج محاصيل استراتيجية كالذرة الرفيعة والدخن، ما يجعلها عرضة لخسائر كبيرة تهدد الأمن الغذائي.

تفاقم أزمة الغذاء

تحذر النشرة من أن الفيضانات قد تؤدي إلى تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في المناطق التي تصنف ضمن المرحلة الثالثة فما فوق من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

في هذه المناطق، تلجأ الأسر المتضررة إلى استراتيجيات تكيف سلبية، مثل تقليل استهلاك الغذاء أو بيع الأصول الإنتاجية.

توصيات عاجلة

أكدت المنظمة على أهمية تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتفعيل خطط الطوارئ، والتخزين المسبق للمساعدات الغذائية والمدخلات الزراعية والبيطرية في المناطق المعرضة للخطر.

وشددت على أن التنسيق بين القطاعات المختلفة أمر ضروري لحماية الفئات الأكثر هشاشة من النزوح وفقدان مصادر رزقهم.

تقلبات في درجات الحرارة

توقعت النشرة الأممية أن يشهد اليمن تقلبات ملحوظة في درجات الحرارة خلال الفترة الممتدة من أغسطس وحتى أكتوبر.

ستسجل درجات عظمى تقل عن 25 درجة مئوية في المناطق الجبلية المرتفعة، مقابل أكثر من 35 درجة مئوية في شمال حضرموت والمهرة، وعلى السواحل المحاذية لتعز ولحج.

إجهاد المحاصيل

أشارت تقارير الاستشعار عن بعد، إلى جانب بيانات وزارة الزراعة والري اليمنية، إلى أن محاصيل الحبوب، وخاصة الذرة الرفيعة، كانت حتى يونيو الماضي في مراحل نمو حرجة.

تعاني المحاصيل من إجهاد كبير بسبب نقص الأمطار وتأخر موسمها الرئيسي، مما تسبب في انخفاض رطوبة التربة وزيادة معدلات التبخر.

احتمالية التعافي

تُشير التوقعات إلى إمكانية حدوث تعافٍ جزئي بين أغسطس وأكتوبر، خاصة للمحاصيل متأخرة النضج، مع احتمالية تجدد المراعي في بعض المناطق.

لكن في المقابل، تحذر النشرة من أن أي زيادة مفاجئة في هطول الأمطار خلال هذه الفترة قد تؤدي إلى فيضانات مدمرة تلحق أضرارًا بالأصول الزراعية.

انكماش المساحات المزروعة

تشير بيانات تحليل دعم الأمن الغذائي العالمي إلى أن مساحة الأراضي الزراعية في اليمن كانت تقدر بنحو 2.2 مليون هكتار بين عامي 1990 و2017.

بحلول نهاية يوليو الماضي، لم تتجاوز المساحة المزروعة فعليًا 42.8% من هذه الأراضي، أي نحو 941 ألف هكتار فقط.

تراجع الإنتاجية

توضح التقديرات الأولية أن إنتاجية المحاصيل في الموسم الحالي قد تشهد تراجعًا، خاصة في المناطق الأكثر تأثرًا بالجفاف والفيضانات.

سجلت محافظات إب ولحج وتعز والضالع وذمار وعمران نقصًا ملحوظًا في هطول الأمطار وتأخر موسم الزراعة، مما وضع الحقول تحت ضغط كبير وزاد من مخاطر خسائر الإنتاج.

حلول مقترحة

يرى خبراء الزراعة أن مواجهة تداعيات التغيرات المناخية في اليمن تتطلب اعتماد تقنيات ريّ أكثر كفاءة، والعودة جزئيًا إلى بعض وسائل الري التقليدية التي أثبتت فاعليتها في الحفاظ على المياه.

كما يشددون على ضرورة دعم المزارعين بالمدخلات الزراعية، وتحسين البنية التحتية لشبكات الري والصرف، وتوفير برامج تمويل صغيرة تساعدهم على استئناف النشاط الزراعي بعد الكوارث.

تحذير نهائي

تحذر الأمم المتحدة من أن استمرار تراجع المساحات المزروعة وفقدان الأراضي بسبب الفيضانات أو الجفاف سيؤديان إلى اتساع فجوة الأمن الغذائي.

سيزيد الاعتماد على الواردات في بلد يواجه أصلًا أزمة اقتصادية حادة، مما قد يفاقم من معاناة السكان ويهدد الاستقرار المعيشي لملايين اليمنيين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك