الأمم المتحدة تحذر من تداعيات خطيرة لتفاقم الجوع والنزاعات عالميًا، وتعتبره تهديدًا وجوديًا للأمن الدولي، مع ارتفاع حاد في أعداد الجوعى حول العالم.
الجوع والنزاعات: تهديد استراتيجي
أكدت أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أن النزاعات المسلحة تقف وراء تفشي انعدام الأمن الغذائي الحاد في 14 منطقة من أصل 16 بؤرة جوع حول العالم.
وشددت على أن العلاقة بين الجوع والنزاعات تشكل تهديدًا استراتيجيًا ووجوديًا للأمن الدولي، مما يستدعي تحركًا عاجلًا لمواجهة هذا التحدي المتصاعد.
ارتفاع قياسي في أعداد الجوعى
كشفت المسؤولة الأممية عن أرقام مفزعة، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين واجهوا الجوع الحاد 295 مليون شخص في العام الماضي، بزيادة قدرها 14 مليونًا مقارنة بعام 2023.
الأكثر إثارة للقلق هو تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع “الكارثي” ليصل إلى 1.9 مليون شخص، مما يستدعي تدخلًا فوريًا لإنقاذ الأرواح.
السودان على شفا كارثة إنسانية
حذرت أمينة محمد من أن السودان يواجه أكبر أزمة جوع عالمية، حيث يتسبب العنف المتصاعد في تفاقم المجاعة في مناطق دارفور وكردفان.
ويشكل الوضع في السودان مثالًا مأساويًا على كيف يمكن للنزاعات أن تدمر الأمن الغذائي وتدفع الملايين إلى حافة الهاوية.
غزة: الغذاء كسلاح حرب
أكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أن وضع المجاعة في غزة لا يزال “وخيمًا”، مشيرة إلى أن “الغذاء نفسه أصبح سلاحًا” من خلال أساليب التجويع المتعمد.
وتدعو الأمم المتحدة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وفوري إلى جميع المحتاجين في غزة، ووقف استخدام الغذاء كسلاح في الصراع.
حلقة مفرغة من النزاعات والجوع
أشارت المسؤولة الأممية إلى أن الملايين لا يزالون محاصرين في حلقة مفرغة من النزاعات المسلحة والجوع في مناطق أخرى مثل هايتي ومنطقة الساحل وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتؤكد هذه الأزمات المتعددة على الحاجة إلى حلول شاملة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات وانعدام الأمن الغذائي، وبناء مجتمعات قادرة على الصمود في وجه الصدمات.


